ضيفة البرنامج عبر الهاتف: الاستاذة طيبة اسكندري الباحثة الاجتماعية من ايران
المحاورة: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين ومستمعينا الكرام في كل مكان حياكم الله بالخير والسؤدد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقاءنا يتجدد مع الرؤى الواقعية والموضوعية لسماحة القائد الخامنئي حفظه الله وهو يضع النقاط على الحروف التي ترددها الحركات والدعوات التي تنادي بحقوق ومظلومية المرأة وتطرحها ضمن المفهوم الغربي الذي لايمت الى اصالتنا الاسلامية ولااخلاقيات مجتمعاتنا التي تمكنت المرأة فيها من تحقيق بعض الامور وان كانت مهضومة ومقيدة. محورنا في هذا اللقاء يخص هذه النقاط فكونوا معنا
حرية المرأة المسلمة
المحاورة: اهلاً بمستمعينا لقد ولدت خلال السنوات الماضية مساعي قيمة وواضحة للعيان في المجال الفكري والثقافي لقضايا المرأة ومنه الحرية حيث ان هناك بعض من النساء يحملن شعارات المطالبة بحقوق المرأة وحريتها وتنحرف بعض هذه المطالبات النسائية فتتقيد بالانموذج الغربي وهو مايحذر منها القائد حفظه الله لأنها حرية مبتذلة على الاغلب ولاتحمل قيمنا الاسلامية ولاتمت الى مجتمعاتنا بصلة لأنها تغرق المرأة في الانسياق في الفكر المادي والاستهلاك الفارغ فتهدر معارفها الفكرية والثقافية والعلمية وتضيع طاقاتها بينما مجتمعها احوج مايكون الى تلك الطاقات والامكانيات. فكيف رؤية القائد الخامنئي وهو يوضح المبادئ الاسلامية وهل تلك المبادئ موضوعة لتحجر حرية المرأة ام لتحققها؟ وكيف تستطيع المرأة ومن منظار القائد تفعيل حريتها الفكرية والثقافية وتنمية شخصيتها وكيف تحقق المرأة المسلمة ذاتها اليوم في ظل قوانين الجمهورية الاسلامية؟ برنامجنا اليوم مستمعينا يلتقي مع الاستاذة طيبة اسكندري وهي باحثة اجتماعية من ايران وستبين لكم رؤية القائد الخامنئي وكيف حقق الاسلام الحرية للمرأة المسلمة، هل كان عبر التحجر ام التحرر وحرية الحراك المجتمعي وتنمية الطاقات الكامنة والمكتسبة عندها لمصلحة مجتمعها الاسلامي الكبير؟ نستمع اليها وهي تجيبنا: بسم الله الرحمن الرحيم من الامور المهمة التي يؤكد عليها القائد الخامنئي ويلفت الانظار اليها هو تأكيده على الانسانية التي تتمتع بها المرأة ونفيه لكل الرؤى التي تناقش هذا الموضوع فسماحته يرى ان المرأة انسان وان الصفة الانسانية التي اودعه سبحانه وتعالى فيها انها ككل انسان له الحرية في اختيار الطريق الذي يريده في حياته بمعنى ان لكل انسان هدف وغاية في الحياة ويريد تحقيق اهدافه وله غايات في تحقيق تلك الاهداف التي يتبناها ليحقق انسانيته وعندما شرع الشارع المقدس لأثبات انسانية المرأة جعل لها ضوابط وحدود كي تتمتع بحريتها ولايسمح لأي كان ان يتجاوز هذه الضوابط التي تحفظ المرأة وكرامتها وتساعدها على التحرك في المجتمع لأنها مطالبة بالبناء المجتمعي والنمو الفكري والمعرفي والوصول الى الكماليات والاهداف السامية التي تريدها المرأة لأرتقاءها بمعنى ان تلك لحدود والضوابط ليست قيوداً تجعل المرأة اسيرة بيتها وانما هي مساحات حدود مأمونة لتتحرك المرأة فيها وتنمي امكانياتها وقدراتها الذاتية والمكتسبة كي تفعلها في بناء وتطور مجتمعها الاسلامي فالعلماء مثلاً يضعون لأنفسهم منهجية عمل لأبحاثهم وحدوداً لايريدون لأحد ان يتجاوزها من تنظيم لأوقاتهم او حدود لمجالات ابحاثهم ويبذلون جهوداً جبارة كي لايتجاوز احد الحدود الموضوعة من قبلهم ولايتعدى احد على اختيارهم الحر لمجهودهم وهكذا المرأة التي بهذا الشكل من الضابطة التي وضعت لها والالتزام الذي يكون ازاءها تستطيع بحرية ان تعطي لمجتمعها وتنمي انسانيتها العلمية والمعرفية كي تتدرج في الكماليات التي يريدها منها الشارع المقدس الذي يحترم انوثتها الانسانية ويريدها ان تكون معطاءة ومنتجة لمجتمعها.
"ان الحرمان الذي تعرضت له المرأة في المجتمع الاسلامي لايتجسد في حرمانها من الحرية المطلقة وانما يتمثل بأضاعة فرص التكامل والمعرفة وتربية ابناءها تربية صحيحة وكذلك حرمانها من التحلي بالاخلاق التي تؤهلها للوصول الى مدارج الكمال العالية ويجب تهيئة الفرص المناسبة للمرأة لتأخذ حقها الطبيعي في هذا المجال"(القائد الخامنئي حفظه الله)
المحاورة: مازلنا نتواصل مع مستمعينا الاحبة في كل مكان من اذاعة طهران وبرنامج المرأة في منظار القائد الخامنئي حفظه الله وشكراً لتوضيحات ضيفتنا الاستاذة اسكندري حول المبادئ الاسلامية التي منحت واعطت المرأة تلك الضوابط التي عبرها تستطيع ان تتحرك في مجتمعها الاسلامي بأعتبار الحرية التي تمنح الى المرأة المسلمة هي تلك الحرية التي تفعل من خلالها علومها الذاتية والمكتسبة ضمن الضوابط الاسلامية التي ينوه القائد الخامنئي الى موضوع حفظ التعامل والاختلاط بين النساء والرجال في العمل او النشاطات الاجتماعية وعدم تعرض المرأة الى التجاوز على شخصيتها الانثوية من خلال طرح الافكار والاراء التي تتناول قضايا المرأة وشؤونها لذا مستمعينا في سؤالنا الثاني على الاستاذة طيبة اسكندري بخصوص كيف تستطيع المرأة بمنظار القائد الخامنئي ان تحقق حريتها الفكرية والثقافية وتنمية شخصيتها؟ فتقول: القائد الخامنئي حفظه الله له رؤى ومنهجيات رائعة لحركة المرأة في الترقي المعنوي والبناء الذاتي والاجتماعي وحتى السياسي في ضرورة سعي المرأة والمثابرة والاهتمام بتنمية شخصيتها وتكتشاف طاقاتها وامكانياتها من خلال الابعاد التالية: البعد الاول ان ترشد المرأة كوامنها الذاتية في تنمية الطاقات المعنوية لديها وتقوية القيم الروحية التي ترسلها للكمالات الروحية وتجعلها في الخط الالهي وذلك من خلال وظيفتها في الاسرة والنشاطات الاجتماعية والسياسية حيث رؤية القائد تتجلى في ان اهم وظيفة انسانية للمرأة هي في صناعة الانسان التي تنفرد بها بين الاخرين فهي ربة البيت بلامنافس وهي التي تهئ الجيل الصالح والسليم للمجتمع فسماحته يقول الاسرة هي الخلية الاساس في المجتمع وهي الخلية اذا ماكانت سليمة وقوية فأن المجتمع يقوى واذا ما كانت مريضة فأنها تؤثر في كل المجتمع اذن الوظيفة الممنوحة للمرأة في ادارتها للبيت وعدم قدرة غيرها على ادارته كما تفعل هي يجعل هذه المسؤولية الواقعة على عاتق المرأة غاية في الحساسية اما على صعيد بعد التنمية الفكرية التي يدعو المرأة سماحته لتوليها فهي دعوته الدائمة للمرأة للأستزادة بالعلم والمطالعة فحتى ربة البيت تحتاج الى المطالعة ويرى سماحته ان الاكتفاء بالعلم الاكاديمي لايخدم المرأة كثيراً لأنها تحتاج الى المزيد من المطالعة ومتابعة المطالعات التي تخص التربية وادارة شؤون المنزل والحياة الزوجية، المرأة بحاجة دائمة للمعارف كي يترقى فكرها وتعرف منزلتها ودورها العظيم في اسرتها ومجتمعها.
"الحركات والنهضات التي تطالب بحقوق المرأة يجب ان تكون معتمدة على النظرة الصحيحة لحقائق الكون والوجود ومعرفة طبيعة كل من الرجل والمرأة وان تتعرف على المسؤوليات والواجبات التي تخص الطرفين والواجبات المشتركة بينهما وان تحذرالتقليد الاعمى كي لاتغمط الحقوق وتخدش الحريات" (سماحة السيد الخامنئي)
المحاورة: اهلاً بكم مستمعينا وشكراً لتوضيحات الاستاذة اسكندري بخصوص الحرمان الذي تعرضت له المرأة في المجتمع الاسلامي، وسماحته لايرى ان حرمانها يتجسد في عدم تمتعها بالحرية المطلقة التي لاتحبذها الكثير من نساءنا لأنها اشارة الى تقليد غربي وبعد عن القيم المجتمعية التي الفتها المرأة في مجتمعها وتعودها الرجال من المرأة في مجتمعنا ضمن الادوار النمطية لها من ام وبنت وزوجة بينما الحرية والدعوة الاسلامية تدعو لأعادة المرأة الى دورها الحقيقي وان تتحرك بحرية يحققها الحجاب الاسلامي لكي تعطي مجتمعها ماحققته من مكتسبات علمية ومعرفية وضرورة ان تنقل تراثها الاصيل ومتبنياتها الفكرية الحضارية الاسلامية الى المجتمع الانساني الكبير. في سؤالنا الاخير على الاستاذة اسكندري وفي كلمتها الاخيرة كيف تحقق المرأة المسلمة ذاتها اليوم ضمن المبادئ الاسلامية؟
اسكندري: نحن هنا في الجمهورية الاسلامية اعتقد ان المرأة حققت المكتسبات العديدة لتوافر الظروف الموضوعية التي ساعدت على تفعيل طاقاتها وان تسعى لأبرازها في مجتمعها مما لاشك فيه اننا سنواجه ونعاني من المعوقات والمشاكل التي هي موجودة في كل مجتمع فهناك رؤية مجتمعية تجاه المرأة وعدم الايمان بأمكانياتها وهي رؤية غير سليمة وصحيحة ونابعة من موروثات قديمة وتحتاج الى زمن لتغييرها وتقبل اجتماعي جديد يؤمن بالمرأة وامكانياتها كي تستطيع المرأة ان تتحرر من تلك الرؤى وان تقنع المجتمع بتحركها الاجتماعي او العلمي والسياسي وسماحة القائد يدعو ابناء المجتمع للايمان بقدرات ومؤهلات المرأة المسلمة في مختلف الميادين وان ننقل ثقافة احترام شخصية المرأة وطاقات المرأة وهذه الخطوة تقع على المرأة ذاتها عندما تؤمن بذاتها وبقدراتها وتزيد من معارفها العلمية والثقافية لتحظى بالقبول الاجتماعي ودورها المهم في تطور وبناء مجتمعها.
"للمرأة الحق في انجاز النشاطات الاجتماعية والسياسية والعلمية وحسب مقتضيات زمانها وما تجده واجباً على عاتقها ولها الحق في ان تملأ الخلأ الذي تجده فيما تؤديه من الفعاليات الاجتماعية والثقافية" (القائد الخامنئي)
المحاورة: نعم الاسلام يعرف طبيعة المرأة والرجل ويوضحها لكي يستطيع الاثنان ان يعلما كيفية التعامل الاجتماعي وكيفية احترام كينونة وشخصية كل منهما الاخر لكي يأخذا دورهما الصحيح والسليم في العطاء الانساني وبدون التجاوز على الحرية التي منحها الله تعالى لهما فمهمة البناء المجتمعي تتأتى بمعرفة الكمالات الروحية والمعوية للمرأة والرجل ومنحه العنصر النسائي الحرية المطلوبة ضمن احترام طاقاتها ومكاسبها المعرفية والعلمية. مع الشكر الجزيل لضيفتنا الاستاذة طيبة اسكندري ولكم مستمعينا الاحبة في كل مكان لرائع التواصل وجميل الاصغاء واذا ما احببتم المشاركة في هذا البرنامج تكتبون الى بريدنا الالكتروني [email protected] المرأة في منظار القائد الخامنئي حفظه الله وسيكون محورنا القادم ان شاء الله للمرأة في منظار القائد حول المرأة في سيوح الجهاد فحتى ذلك الموعد نستودعكم الله والسلام عليكم.