هذا البرنامج بدأنا الحديث عن حياة الشاعر جلال الدين محمد مولوي، وقلنا ان جلال الدين محمد كان قد نشأ وترعرع في اجواء روحانية في بيت ابيه وصاحب العرفان منذ نعومة اظفاره.
وكان (بهاء ولد) والد الشاعر مولوي والذي اشتهر بسلطان العلماء في مدينة بلخ واعظاً وخطيباً مفوهاً وكان في مجالس وعظه ودروسه ينتقد اسلوب حكومة السلطان محمد خوارزم شاه وظلمه وتعديه على الناس.
وعلى اثر هذه الانتقادات المتواصلة امتعض السلطان محمد خوارزم شاه والمحيطون به من (بهاء ولد)، واستغل الوصوليون والنفعيون هذه الفرصة للاساءة لوالد الشاعر عند السلطان ولم يدخروا لهذا الامر المشين سبيلا، فكان ان ضاقت الحياة على والد مولوي ليس في مدينة بلخ فحسب، بل وفي كل ارجاء سلطنة محمد خوارزم شاه.
وكان المتزلقون الى السلطان يظهرون طلاب بهاء ولد والمريدين الكثيرين له على انهم مصدر خطر وتهديد على عرش السلطان وملكه.
وفي تلك الاثناء عمت الاضطرابات اجزاءً من سلطنة محمد خوارزم شاه لاسيما حدود سمرقند وبخارا واطراف سيحون.
وعاصرت الفترة المذكورة العديد لا بل الكثير من الاحداث التي سلجتها كتب التاريخ، ولا نريد هنا ان نتعرض لها على نحو التفصيل والاطناب خوف الاطالة والاكثار من الكلام، لكننا نقول بعد موت علاء الدين تكش سلطان خوارزم، جلس ولده محمد على اريكة السلطنة وسار الابن على نهج ابيه فكان محباً للسلطة متعطشاَ للقوة وكون له امبراطورية واسعة الاطراف اصبحت فيما بعد وبالاً عليه.
ولنختزل بعضا من احداث التاريخ لنصل الى هجوم المغول على سلطنة محمد خوارزم شاه في ايران، نعم في ظل التهديدات المغولية والظروف المتأزمة اضطر بهاء ولد والد الشاعر مولوي الى ترك مدينة بلخ على الرغم من انها كانت موطن آبائه واجداده.
نعم لقد غادر بهاء ولد والد مولوي مع افراد اسرته ومريديه ارض خوارزم شاه الى بلاد الحجاز لاداء مناسك الحج، وكان بصحبته ولده جلال الدين محمد وقد صار له آنذاك 13 عاماً، وللحديث صلة وستسمعون جزءاً آخر منه في الحلقة القادمة، وبعد فاصل قصير نمر على بعض الاخبار حول مولوي وعامه العام 2007 للميلاد.
*******