وقال مصري في حوار خاص مع قناة العالم عبر برنامج "من طهران": ان الحظر الاميركي ضد ايران دليل على ان الخطوات السابقة من الحظر لم تؤثر على مسيرة الثورة الاسلامية، مشيراً الى انه عندما يقترب موعد الانتخابات الاميركية فان الاميركان يقومون بلصق صوراً جديداً على الصور القديمة، ما يدل على ان الصور السابقة لم يكن لها اي تأثير على المسيرة التنفيذية لايران واستراتيجية الثورة الاسلامية.
واوضح النائب الايراني: ان الولايات المتحدة عندما تطبق الحظر الصارم ضد الجمهورية الاسلامية فان الاخيرة كانت تكتشف طريقاً سريعاً للالتفاف على هذا الحظر والتي تأخذ وقتاً زمنياً على سبيل المثال تغييراً في العملات الصعبة او ندرة بعض المواد الاولية.
واكد مصري، ان الخسائر التي تتحملها ايران أقل بكثير من الخسائر التي تتحملها اميركا لانها تنفق الكثير من الاموال على هذا الحظر، ورأى ان الحظر الجديد الذي فرضه الاميركان سيكون على المدى البعيد لصالح ايران.
ونفى مصري، قدرة اميركا على مواجهة ايران او الدخول في حرب معها، وقال: ان ايران اليوم وبعد 35 عاماً في ظل التقدم الهائل الذي توصلت اليه ايران على مختلف الاصعدة العسكرية والدفاعية باتت تمتلك اسلوباً مختلفاً عن الاسلوب التقليدي الموجود لدى الاميركان المفروض على جيوش العالم.
واعتبر ان ايران لديها اسلوبا خاصا بها، والنظرية التي توصلت اليها ليست مشتقة من نظريات الموجودة في العالم.
واستطرد نائب رئيس مجلس الشورى الاسلامي قائلا: ان ايران ومن الناحية العسكرية وخاصة في سياسة الردع والدفاع توصلت الى تقنية تختلف عن ما كانت عليه قبل 30 عاماً واصبحت قوية جداً، كما ان الاميركان ليسوا بالموقع الذي كانوا عليه قبل 30 عاماً.
واكد مصري، ان ايران تمتلك قدرة للوصول الى المصالح والقواعد الاميركية في المنطقة في اقرب وقت، ولها سيطرة على مضيق هرمز او الشرايين الاقتصادية المهمة، عازياً قيام الولايات المتحدة بالتضييق على ايران لانها لم تعد بامكانها ان تستفيد قدرتها العسكرية، ولهذا تسعى الى الادعاءات الواهية والتخرصات وكذلك الى الصراخ حيناً للوصول الى الاهداف التي تبغيها.
واشار مصري، الى ان سيناريو الحظر الاميركي اذا فرض على دولة ما فانها تنهار وتموت سريعاً، ولكن ايران صمدت امام هذا الحظر الذي لم يؤت اكله ولم تستفيد اميركا من حظرها الاقتصادي الكبير جداً ما شكل غضباً واضحاً في السياسة الاميركية.
كما لفت الى ان الاميركان مارسوا ضغوطاً على سوريا بألف ضعف مما عليه في ليبيا التي تعمها الفوضى، وليس هناك اي مقارنة مع سوريا، وذلك بسبب وجود ايران الاسلامية على شكل مستشارين وصمود القيادة السورية امام القوة الاميركية التي تستعين بأموال بعض الدول في المنطقة.
وقال مصري: صحيح ان اميركا لديها قوة ولكنها فقط على الصعيد الخارجي، في حين ان ايران تمتلك قوة داخلية قوية وتقدمت كثيراً خلال السنوات الماضية، وأفشلت جميع الخطط الاميركية في سوريا والعراق وافغانستان.
وفي رده على سؤال حول مدى احتمالية حدوث اشتباك عسكري بين ايران واميركا، اجاب مصري قائلا: لن تنشب حرباً عسكرية بين ايران واميركا، باعتبار ان الاخيرة لن تجازف امام قوة الدرع الايرانية القوية، وبين مصري، بانه كان هناك اشخاصا متطرفون في الادارة الاميركية اكثر من الرئيس الحالي دونالد ترامب، كجورج بوش الاب والابن حيث كانت الظروف مناسبة لهم بشن حرب ضد ايران، لانهم كانوا قريبون من الحدود الايرانية بحكم تواجدهم في العراق، بعد رفعهم شعاراً بان اي "جهة لم تكن معناً فهي ضدنا"، لكن ايران اعلنت حينها رسمياً وبصراحة بانها لن تقف مع اميركا باحتلال دولة اخرى بأي عذر كان، رغم ان الكثير كان يعتقد ان نظام صدام البائد الذي حارب ايران لمدة 8 سنوات، ولذا يجب ان تقف ايران مع الاميركيين ضد العراق، ولكنها اختارت الحق وقالت انها ليست مع الاميركيين.
وحول الحظر الاميركي الاخير ضد استيراد البتروكيمياويات، اكد مصري، بانه لن يكون فاعلاً باعتبار ان المصادر الاولية للبتروكيمياويات هي الغاز، وبما ان ايران تحتل المرتبة الاولى في العالم من ناحية استخراج الغاز، لذا فانهم لن يستطيعوا التعويض عن البتروكيمياويات الايرانية، فصناعتها تستغرق خمس سنوات ولا يمتلكون انتاجها، مشيراً الى ان هذا الحظر سيفشل ذاتياً، لان هناك دولاً التي تستورد البتروكيمياويات من ايران لا تعترف بالقرارات الاميركية والتي لديها ايضاً حرباً اقتصادية مع الولايات المتحدة، كالصين والهند وروسيا الاتحادية اضافة الى دول منضوية تحتها.
وحول رأيه عن زيارة رئيس الوزراء الياباني آبي شينزو الى ايران، وهل هي تأتي من اجل الوساطة بين واشنطن وطهران، رأى النائب الايراني في مجلس الشورى الاسلامي، ان زيارة آبي الى طهران تأتي في اطار الروابط العميقة بين ايران واليابان، مشيراً الى ان بعض المحللين لديه رأي بان اميركا من الناحية العملية ولانها لاتستطيع التدخل مباشرة خاصة بعد انسحابها من الاتفاق النووي وفقدان ايران ثقتها في القادة الاوروبيين بتنفيذ التزامات الاتفاق، ولذا تتخذ الادارة الاميركية مساراً آخراً من اجل الاقتراب من ايران من خلال دولة لم تكن طرفاً في الاتفاق النووي.
واوضح مصري، ان زيارة رئيس الوزراء الياباني ربما تأتي في اطار التعاملات الثنائية مع ايران، او لربما يريد ان يتوسط للاميركيين بشروطهم الخاصة، مشدداً على ان اي دولة تريد ان تتوسط عليها ان تعي الشروط الايرانية ايضاً واحترامها.
واكد النائب الايراني، ان الولايات المتحدة ارسلت الرئيسان التركي والبرازيلي وايضاً احدى الدول الاقليمية ولكنها لتعصبها قد افشلت وساطاتهم، وهذه المرة لربما اليابان آخر دولة للمحاولة.
ولفت الى ان الشروط الايرانية هي نفسها المدرجة في الاتفاق النووي والتزمت بها، وعلى الولايات المتحدة الالتزام بجميع النقاط التي وردت في الاتفاق التي لم تلتزم بها بل فرضت بعض الشروط الجديدة واضافتها للاتفاق.
وقال: ان الولايات المتحدة تناقض تصرفها حين تفرض حظراً كبيراً على ايران وتضع 21 شرطاً جديداً، ومن ثم تقول انها تريد ان تدخل في مفاوضات مباشرة مع ايران، مشدداً على ان ايران ليست على استعداد للدخول في مفاوضات مع اميركا لانها ناقضة للعهود.
واوضح مصري، ان الشروط الايرانية واضحة في الاتفاق النووي، وعلى الطرف الاخر تنفيذ جميع التزاماته، وعندما يتحقق التعادل يمكن حينها لايران الجلوس واجراء مفاوضات مباشرة مع اميركا.
وحول العلاقات بين ايران والدول العربية في الخليج الفارسي كالسعودية والامارات، قال مصري: ان ايران لم تبدأ بأي نزاع او صراع مع اي دولة عربية في المنطقة، بل هي التي البادئة دوماً بسبب الضغوط التي تفرضها اميركا على حكام هذه الدول، داعياً هذه الدول الى عدم اتباع السياسية الاميركية خاصة وان ادارة ترامب وجهت اسوأ الاتهامات اليها حينما صورتها بأنها ليست إلا بقرة حلوب، ورأى النائب الايراني ان الموت أهون من سماع مثل هذا الكلام.