الإمام روح الله الموسوي الخميني، الرجل الذي غير الكثير من المعادلات الإقليمية والدولية في ثمانينات القرن الماضي وأعاد الأمل إلى الشعوب المظلومة والمضطهدة في العالم وفجر ثورة أثارت دهشة وإعجاب الجميع، ها هي إيران اليوم تحيي ذكرى رحيله الثلاثين وهي اشد إصراراً على التمسك بمبادئه وقيمه وتسابق الزمن لتحقيق التقدم والتطور في شتى المجالات.
محطات عظيمة وصفحات مشرقة سجلت للإمام الخميني رضوان الله عليه عبر التاريخ ولازالت آثارها الطيبة ماثلة حتى يومنا هذا.
فهو رضوان الله عليه أعاد توجيه البوصلة للقضية الفلسطينية والقدس القضية المركزية والمحورية بالنسبة للأمة، إضافة الى جعل يوم القدس يوما عالمياً مع كسر الحواجز العرقية والمذهبية والطائفية حول هذا الموضوع.
وهو من دعا رئيس الإتحاد السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف إلى التوحيد من خلال رسالته المشهورة التي علق فيها على الأزمة السوفياتية ودعاه إلى مواجهة الحقيقة في ان مشكلة الإتحاد السوفياتي لا تكمن في قضايا الملكية والاقتصاد والحرية، وانما في عدم الإيمان الحقيقي بالله.
وهو من أصدر فتواه التاريخية بحقّ المرتد سلمان رشدي مؤلف كتاب "آيات شيطانية"، الذي تجرأ من خلاله على إهانة نبيّ الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد انبرى الغرب في الدفاع عن رشدي تحت مسميات حرية العقيدة إلا أن المسلمين وقفوا بشتى مذاهبهم ولغاتهم
وقومياتهم الى جانب الفتوى وتصدوا للهجوم الغربي الذي اعد له مسبقاً.
ورغم أن الإمام الخميني كان قد شارف على التسعين من عمره، إلاّ أنه لم يتوان لحظة عن السعي على طريق رقي وخدمة المجتمع الإسلامي الأمر الذي جعل الشعب الإيراني وعشاق الإمام في شتى أنحاء العالم يحيون ذكراه في كل عام مؤكدين السير على نهجه وخطاه.
وها هي إيران وبعد ثلاثين عاماً من رحيل هذا الرجل العظيم وأربعين عاماً من ثورته المباركة تمثل قوة كبيرة في المنطقة ورقماً صعباً على مستوى العالم.