وقارن خان اللغة التي يستخدمها ترامب لحشد أنصاره بتلك التي درج "فاشيو القرن العشرين" على استخدامها حسب وصفه، في إشارة إلى أتباع الفاشية وهي حركة وطنية استبدادية أسسها عام 1919 حاكم إيطاليا آنذاك بينيتو موسوليني.
ففي مقال بصحيفة "ذي أوبزرفر" البريطانية، انتقد عمدة لندن الحفاوة الرسمية التي سيُستقبل بها ترامب وزوجته ميلانيا كضيفي شرف للملكة إليزابيث أثناء زيارتهما بريطانيا.
ومن المتوقع أن تثير الزيارة التي ستستغرق ثلاثة أيام احتجاجات شعبية في العاصمة لندن.
وكتب خان في الصحيفة اللندنية أن "الرئيس دونالد ترامب لا يعدو أن يكون أحد أفظع النماذج لخطر دولي متعاظم. فاليمين المتطرف في تصاعد حول العالم مما يهدد حقوقنا وحرياتنا التي نلناها بشق الأنفس والقيم التي ميّزت مجتمعاتنا الديمقراطية الليبرالية طوال سبعين عاما".
وقال إن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ووزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني وزعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبان ورئيس حزب البريكست في بريطانيا نايجل فاراج جميعهم يستخدمون لغة فاشيي القرن العشرين المجازية الباعثة على الفرقة من أجل كسب دعم الجماهير لهم وإن بطرق "شريرة جديدة".
ويضيف خان -الذي ظل على عداء مع ترامب منذ أن أصبح عمدة للندن في 2016- قائلا إن "هذا رجل (يقصد الرئيس الأميركي) حاول أيضا استغلال مخاوف اللندنيين عقب الهجوم الإرهابي الفظيع على مدينتنا... ووصف البراهين العلمية القوية التي تحذر من مخاطر تغير المناخ بأنها أخبار ملفقة، ويحاول الآن التدخل بصفاقة في انتخاب قيادة حزب المحافظين بدعمه بوريس جونسون للمنصب، ظنا منه أن ذلك سيمكِّنه من كسب حليف في رئاسة الحكومة (البريطانية) لأجندته الباعثة على الفرقة".
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "ذي صن" البريطانية السبت، تجاهل ترامب الأعراف الدبلوماسية التي تقتضي من القادة عدم الزج بأنفسهم في الشؤون الداخلية لدول أخرى، وخاصة قبل زياراتهم الخارجية، حين أعرب عن دعمه جونسون لخلافة تيريزا ماي في منصب رئيس الوزراء.
وفي مقابلة أخرى مع صحيفة "صنداي تايمز" التي تصدر في لندن، قال ترامب إنه يرغب في "التعرف" على رئيس حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين قبل أن يطلع على تقارير الاستخبارات الأميركية، ونصح نايجل فاراج بالتفاوض مع بروكسل إذا أخفق الاتحاد الأوروبي في منح بريطانيا ما تريده قبل الانسحاب من الكتلة.
واعتبر كوربين من جانبه تصريحات ترامب تلك محاولة منه لإقرار من سيكون رئيس وزراء بريطانيا المقبل، واصفا إياها بأنها "تدخل غير مقبول في ديمقراطية بلدنا".
وأدلت نائبة زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي جو سوينسون بدلوها هي الأخرى في السجال قائلة إن تأييد الرئيس الأميركي لبوريس جونسون "لا يدعو إلى الاستغراب لأن كليهما من طينة واحدة...".