السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله طابت أوقاتكم بكل ما يحبه الله لكم ويرضاه، وأهلاً بكم في حلقة اليوم من برنامجكم هذا نخصصه للحديث عن آثار التفاعل الوجداني مع شعائر سيد الشهداء – صلوات الله عليه- في السير والسلوك العرفاني الى الله وتقريب العبد من الله عزوجل.، تابعونا على بركة الله.
سبق أن نقلنا لكم في حلقة سابقة من هذا البرنامج جواب إستفتاء فقهي من الإمام الخميني بشأن إقامة الشعائر الحسينية وقد وصفها – رضوان الله عليه- فيه بأنها (من أعظم القربات الى الله عزوجل).
وهذا الوصف مستمعينا الأعزاء يشمل تأثيرها في السير والسلوك العرفاني إذ ان غايته في الواقع هو القرب من الله عزوجل. ولذلك نجد في وصايا وسيرة عرفاء مدرسة الثقلين القرآن والعترة المحمدية - عليهم السلام- إهتماماً بليغاً بالشعائر الحسينية وإقامتها والمشاركة فيها وحث السالكين على ذلك.
وقد صرح العارف القرآني العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي بأن الجذبات الإلهية الخاصة التي يتفضل الله بها على السالكين إنما تحدث لهم إثناء تلاوتهم للقرآن الكريم أو أثناء ذكرهم للإمام الحسين – عليه السلام- والبكاء على مصابه الفجيع...جاء ضمن رسالته السلوكية (لب اللباب) وهي تقريرات لدروسه العرفانية في السير والسلوك الى الله عزوجل.
ومعلومٌ أن هذه الجذبات الإلهية الخاصة هي من أهم ما يطلبه السالكون من عبادتهم لأنها تفتح لهم آفاق الفوز بالمعارف الإلهية الخاصة والمشاهدات الوجدانية التي تفتح قلوبهم على محبة الله عزوجل التي هي زاد ووقود السير والسلوك إليه جل جلاله.
أيها الاخوة والأخوات إن المحور الأساس للسير والسلوك الى الله عزوجل هو سعي السالك الى التقرب الى الله عزوجل من خلال إيجاد السنخية المطلوبة في هذا القرب، هذه السنخية تتحصل بتخلق السالك بأخلاق الله جل جلاله.
والتخلق بالأخلاق الإلهية هو المعبّر عنه في المصطلحات العرفانية بالتحلية وتحققه يحتاج الى التخلية حسب المصطلح العرفاني، وتعني تطهير النفس من الذنوب والأخلاق المضادة للإخلاق الإلهية.
وقد ثبت في الأحاديث الشريفة وتجارب أهل المعرفة والمؤمنين أن التفاعل الوجداني مع الملحمة الحسينية والمشاركة في شعائرها كزيارة الحسين – عليه السلام- والبكاء على مصابه هي من أهم وأعظم الوسائل التي أمر الله بها للتطهر من الذنوب وجعلها مستعدة للتخلق بالأخلاق الإلهية وإيجاد السنخية المطلوبة للفوز بقرب الله جل جلاله.
أيها الأعزاء ويضاف الى ذلك أن للشعائر الحسينية بحد ذاتها عظيم الأثر في إعانة المشاركين فيها والمقيمين لها والمتقربين الى الله عزوجل بها، على التخلق بالأخلاق الحسينية التي هي من المظاهر السامية للأخلاق الإلهية.
لنستمع لما يقوله ضيفنا الكريم في هذا اللقاء سماحة (السيد موسى الجبيلي الباحث الاسلامي من الكويت) عن آثار المشاركة في الشعائر الحسينية في الإعانة على التحلي بأخلاق سيد الشهداء صلوات الله عليه.
السيد موسى الجبيلي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان هذه الاثار والتخلق بأخلاق الامام الحسين من خلال الحسينيات نعم انا لله الحمد شاهدت هذا الشيء محسوس وملموس يعني شاهدت ان هناك من هو مسلم وقد يكون موالياً لأهل البيت وقد يكون غير موالي ولكن بعيد عن هذه المجالس فعندما حضر هذه المجالس واستفاد منها اشاهد ان هناك تقدم، اشاهد انه تخلق بأخلاق الحسين، بآداب الحسين في حضوره، في جلوسه، اشاهده يباحث في آداب الحسين، يسأل، يستفيد، بعيد عن الغيبة نعوذ بالله لماذا؟ لأن الامام الحسين يريد الالتزام. اكثر هذه المجالس والشعائر افادت الكثير وانقذت الكثير وعلمت الكثير مما كانوا يجهلوه في السابق ولذا حقيقة شبابنا الان لما تلاحظ في ايام عاشوراء وفي هذه الايام، انا الاحظ حتى الشباب بدأوا يستنقدون على الخطيب، يستنقدون منه، عندما يسمعون محاضرة يقولون في العام الماضي او قبل خمس سنين سمعنا هذه المحاضرة، هذا على ماذا يدل؟ يدل على على ذكاءهم وعلمهم وتجاربهم واستفادتهم ومتابعتهم لهذه الشعيرة ولمنبر الحسين فكثير من الشباب كانوا يطلبون مني فتفاجئت بشاب عمره تقريباً ۱۲-۱۳ سنة كان يطلب مني بحوث في العقائد والاصول قلت والله بارك الله فيك ما طلب مني صاحب المجلس ولكن ان شاء الله ان وفقت سأطرح بعض المسائل العقائدية ولو من خلال المحاضرة، الاصول طبعاً تحتاج الى وقت لأن المناسبة تحكم عليك خصوصاً في عاشوراء لأن التاريخ فهذا يدل على ان شبابنا كيف وصلوا الى هذه الدرجة ان يطلبوا من الخطيب هذه البحوث وهذه الدروس من خلال المنابر، منابر الامام الحسين لها اثر عميق لذا ماذا يقول احد الفقهاء؟ انظر احد الفقهاء، يقال ان احد الفقهاء قبل الشيخ الوائلي على جبهته وقال له انت مدرسة متحركة، كيف؟ وانا سمعت من احد الفقهاء يقول ان مهمة الخطيب، الخطيب هو لسان المرجعية ولكن مهمة الخطيب قد تكون اكبر لأن العالم يسأل ويقصد ولايقصد، الناس تذهب تستفيد منه ولكن الخطيب يقصد وينتقل في البلدان الاسلامية وهكذا ينشر الدين، ينشر اخلاق اهل البيت، ينشر اهداف اهل البيت، ينشر ما كان يريده الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم فاذا عرفنا نحن كخطباء منبر وكأصحاب حسينيات مالنا من اهمية كبرى عن الله، عند الحسين، لو اخلصنا في خدمتنا، يعني للاسف مثلاً انا اشاهد خلاف البعض عندما يرى الخطيب متوجه وفي اعماق البحث، بعض الناس يكتب له كتاب انك اطلت يعني الان وصلت الى الساعة، بعض الناس يقول البحث شيق لو قرأت ساعة ونصف يقول والله كأنك الان رقيت المنبر، ماهو السبب؟ السبب ان هذا الانسان متفتح ويغتنم الفرصة وفرصة لن تعوض يعني في عشرة محرم حضور، في العشرة الاولى بالذات اكثر خطباء لهم اهمية يحضرون الى البلد يأتون من النجف، من قم، العشرة الاولى اكثر اهمية، في رمضان اكثر حضور فيقول فرصة لاتعوض انا استفيد منه اذن للخطيب وللشعيرة اذا تأهلت يعني الارضية موجودة، المكان والحضور والخطيب المنصف وكلهم ان شاء الله منصفون، الخطيب المنصف الذي قصده الفائدة، تواجدت الارضية لفائدة المجتمع وترى ان مايخرج من القلب يقع في القلب عندما يخرج الكلام من القلب الى القلب والخطباء مولاي استطيع ان اقول يتحدثون عن قلب الحسين وصدر الحسين لأنه كما الفقهاء يمثلون الامام المهدي، المراجع، الخطباء ايضاً يمثلون الامام الحسين ودور الامام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكرسماحة (السيد موسى الجبيلي الباحث الاسلامي من الكويت) على هذه التوضيحات ونتابع أعزاءنا من صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقديم حلقة اليوم وهي الحادية والعشرون من برنامج (الشعائرالحسينية منطلقات وبركات).
أعزاءنا المستمعين، من المعلوم لكل من درس وتعرف الى ملحمة سيد الشهداء- عليه السلام-، أنها تظهر للعالمين عنصر حب الله والإخلاص له عزوجل بأقوى صوره وتجلياته التي دفعت سيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه سلام الله عليهم جميعاً الى تقديم أسمى التضحيات في واقعتي الشهادة والسبي في سبيل الله وإخلاصاً له جل جلاله.
ولا يخفى عليكم- مستمعينا الأفاضل- أن حب الله عزوجل إخلاصاً له هو الزاد الرئيسي للسير والسلوك الى الله، ولذلك يسعى السالكون بكل وسيلة للتزود بما استطاعوا منه.
والتفاعل الوجداني مع الملحمة الحسينية بأقامة سائر أشكال شعائرها هو من أهم الوسائل للحصول على هذا الزاد القدسي لقوة ظهوره في واقعتي الشهادة والسبي الحسينية الزينبية.
إذن يتضح مما تقدم أن إقامة شعائر سيد الشهداء- عليه السلام- والمشاركة فيها والتفاعل الوجداني معها تعين السالكين الى الله في التطهر من الذنوب وما يصد عن القرب الإلهي، كما تعينهم على التخلق بالأخلاق الإلهية وهو محور السير والسلوك العرفاني كما أنها تزودهم بدرجات عالية من حب الله والإخلاص وهو زاد سيرهم الى الله جل جلاله.
وبهذه الخلاصة نختم لقاء اليوم من برنامج (الشعائر الحسينية منطلقات وبركات) قدمناه لكم من صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، شكراً لكم ودمتم في رعاية الله سالمين.