السلام عليكم أعزاءنا المستمعين وتقبل الله منكم تقربكم إليه عزوجل بأقامتكم ومشاركتكم في إقامة شعائر سيد الشهداء- صلوات الله عليه -.
معكم أيها الأحبة في لقاءٍ آخرمن هذا البرنامج نخصصه لعرض آراء طائفةٍ من المفكرين من غير المسلمين في الشعائر الحسينية وآثارها...كونوا معنا.
أيها الأخوة والأخوات...ننقل لكم آراء بعض المفكرين الغربيين من المقالة التي نشرتها الباحثة إبتسام العقابي الحاملة لشهادة الماجستير في الجغرافيا السياسية، والمقالة هي عن الإمام الحسين- عليه السلام- في الفكرالغربي، نقلت فيها آراء عدد من المفكرين الغربيين بشأن عدة من أبعاد الملحمة الحسينية نختار منها ما يرتبط بموضوع الشعائر ونبدأ بالمستشرق الإنجليزي الدكتور جيم هوكارت حيث قال في كتابه (الجزيرة العربية) عن شعيرة الزيارة وما يرافقها من مراسم حسينية خاصة في شهري محرم وصفر ويوم عاشوراء:
إن صنوف الزوار التي ترحل الى مشهد الحسين في كربلاء والعواطف التي ما تزال تؤججها في العاشر من محرم في العالم الإسلامي بأسره...كل هذه المظاهر إستمرت لتدل على أن الموت ينفع القديسين اكثر من أيام حياتهم مجتمعه.
ويقول المفكر الهندوسي (تاملاس توندون) وهو الرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي:
(هذه التضحيات الكبرى- من قبيل شهادة الإمام الحسين- رفعت مستوى الفكر البشري وخليق بهذه الذكرى أن تبقى الى الأبد وتذكر على الدوام).
ويقول المستشرق الألماني (ماربين): (قدم الحسين للعالم درساً في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيته...وأدخل الإسلام والمسلمين الى سجل التأريخ ورفع صيتهما، و لقد أثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر أن الظلم والجور لا دوام له، و أن صرح الظلم مهما بدا راسخاً ومهولاً في الظاهر إلا أنه لا يعدد أن يكون أمام الحق والحقيقة إلا كريشةٍ في مهب الريح).
مستمعينا الأفاضل هذه نماذج من تصريحات كثيرة مشابهة لمفكرين من أديان أخرى غير الإسلام، تؤكد بمجملها على ثلاثة أمور أساسية:
الأول: قوة الدروس النهضوية التي تشتمل عليها الملحمة الحسينية وشدة تأثيرها.
الثاني: أن للدروس المستلهمة من الملحمة الحسينية الدور الأكبر في حفظ الإسلام وعزة المسلمين ورفع صيتهما....
الثالث: ان للشعائر الحسينية وبما تشتمل عليه من أبعادٍ عاطفية آثاراً كبرى في إيصال دروس ملحمة سيد الشهداء- أرواحنا لمنهجه الفداء- الى العالم وأجيال البشرية.
ومن هنا مستمعينا الأكارم، كان للشعائر الحسينية عظيم الأثر أيضاً في جذب غير المسلمين الى الإسلام والى المدرسة الحسينية.
عن هذه الحقيقة يحدثنا ضيفنا الكريم في هذا اللقاء سماحة (السيد موسى الجبيلي الباحث الاسلامي من الكويت).
نستمع معاً:-
الشيخ فيصل العوامي: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين
في الحقيقة انما وجدت الشعائر لتكون وسيلة لتعميق القيم الدينية في نفسية الانسان ولذلك فأن الطرح النظري لوحده لايكفي، ممكن ان يأتي خطاب النص القرآني او الرواية كأي توجيه يأتي من جهة صادقة وعليوية، هذا الخطاب النظري يبقى التزام الناس به التزاماً خافتاً وضعيفاً مالم تكن هناك بعض العلائم التي تثير شغف الانسان وتثير انتباهه لذلك كان لابد من وجود شعائر لها جانباً من العظمة وجانباً من الرفعة حتى يلتزم الناس بالقيم التي تشير الى تلك الشعائر. اشير هنا اشارة سريعة عندنا في الروايات ان نبي الله سليمان استعان بالجن، في الايات القرآنية ايضاً استعان بالجن لبناء وتشييد امور ضخمة جداً كالابنية والحصون والتماثيل والقدور وما الى ذلك لماذا؟ كل هذه الابنية الضخمة وهذه العلائم الكبرى هذه تعطي الانسان ثقة بالقيم التي تشير اليها تلك الابنية ايضاً الشعائر، لو كانت الشعائر مثلاً كالصفا والمروة، مثلاً كبيت الله الحرام، مثلاً المراقد المطهرة، لو كانت ضعيفة لكان انتماء الانسان ضعيفاً جداً الى القيم التي تمثلها وتشير اليها تلك الشعائر، اهمية الشعائر تأتي من هنا انها ترسخ، تعطي الانسان ثقة بالقيم التي تشير اليها تلك الشعائر وكل شعيرة تحمل قيماً ولاتوجد شعيرة لاتحمل قيماً مثلاً الشعائر الحسينية التي تمارس هذه تحمل القيم النهضوية التي جاء بها الامام الحسين سلام الله عليه فأذا كانت الشعائر هذه على مستوى عالي جداً من الرفعة والشموح كانت ثقة الناس بالقيم التي تشير اليها تلك الشعائر لذلك ينبغي ان نعطي هذه الشعائر عنفواناً وقوة وضخامة ونعطيها مساحة عليا من الاهتمام لأنها ستعطي المؤمن المرتبط بهذه الشعائر ثقة عليا بهذه القيم التي تشير اليها تلك الشعائر وكلما كانت الشعائر قوية كلما كان التزام الناس بالقيم قوياً تبعاً لقوة الشعائر.
جزيل الشكر نقدمه لضيفنا الكريم سماحة (السيد موسى الجبيلي الباحث الاسلامي من الكويت) على توضيحاته الآنفة بشأن آثار شعائر سيد الشهداء الحسين- عليه السلام- في جذب غير المسلمين الى الدين الحق...
ونشكر لكم أعزاءنا مستمعي صوت الجمهورية الإسلامية في ايران طيب الإستماع والمتابعة لهذه الحلقة من برنامج (الشعائرالحسينية منطلقات وبركات).... نتابع الحديث عن موضوع هذه الحلقة وهو إستعراض آراء المفكرين غير المسلمين بشأن هذه الشعائر.
يقول المستشرق الهنغاري (إجناس غولد تسهر) في كتاب (العقيدة والشريعة في الإسلام) (قام بين الحسين بن علي والغاصب الأموي نزاع دام، وقد زودت ساحة كربلاء تاريخ الإسلام بعددٍ كبير من الشهداء إكتسب الحداد عليهم حتى اليوم مظهراً عاطفياً).
ويقول المستشرق البريطاني (فليب حتّي): (إن اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي وهو العاشر من محرم أصبح يومٌ حداد ونواح عند المسلمين، ففي مثل هذا اليوم من كل عام تمثل مأساة النضال الباسل والحدث المفجع الذي وقع للإمام الشهيد، وغدت كربلاء من الأماكن المقدسة في العالم وأصبح يوم كربلاء وثأرالحسين صيحة الإستنفار في مناهضة الظلم).
ويقول المؤرخ الأنجليزي الشهير (بيرسي سايكس) في كتابه (تأريخ ايران):- (إن الإمام الحسين وعصبته القليلة المؤمنة عزموا على الكفاح حتى الموت وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدى إعجابنا وإكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا) وفي شهادة مؤثرة تقول الكاتبة (فريا ستارك) في كتابها (صور بغدادية):
(على مسافة غير بعيدة من كربلاء خيم الحسين وأحاط به أعداؤه ومنعوا عنه الماء، ولا تزال تفصيلات تلك الوقائع واضحة جلية في أفكار الناس الى يومنا هذا كما كانت من قبل ۱۲٥۷ سنة، وليس من الممكن لمن يزور هذه المدينة المقدسة أن يستفيد كثيراً من زيارته ما لم يقف على شيءٍ من هذه القصة، لأن مأساة الحسين تتغلغل في كل شيءٍ...وهي من القصص القليلة التي لا أستطيع قراءتها قط دون أن ينتابني البكاء).
أيها الاخوة والاخوات وكما تلاحظون فإن الاراء المتقدمة ونظائرها الكثيرة في شهادات المفكرين الغربيين تؤكد على قوة البعد الملحمي العاطفي في قضية سيد الشهداء- عليه السلام- وضرورة إحياء هذا البعد المناهض لجميع أشكال الظلم لبعث هذه الروح وحفظها في الوجدان الإنساني ... وتحقيق ذلك يستلزم تكرار تفصيلات وقائع كربلاء الملحمية وهذا ما تحققه الشعائر المأثورة التي يقيمها المؤمنون لسيد الشهداء صلوات الله عليه.
وهذه هي مستمعينا الأكارم النتيجة المحورية التي نختم بها هذا اللقاء من برنامج (الشعائرالحسينية منطلقات وبركات)، إستمعتم اليه من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران الى لقاءٍ آخر دمتم بكل خير.