وقال د. مدحت عباس مدير عام مجمع الشفاء الطبي، أكبر المشافي الحكومية في قطاع غزة، إن مجمع الشفاء بات يفتقد للكثير من الأدوية الأساسية والمضادات الحيوية والأدوية الخاصة بمرضى الضغط والسكري وأدوية الأورام وكذلك المستهلكات الخاصة بمرضى الفشل الكلوي.
ولفت د. عباس إلى أن معظم الأصناف الدوائية غير متوفرة حالياً في صيدليات المشافي الحكومية، كما لا تتوفر أيضاً في صيدليات القطاع الخاص.
ونوه في تصريحات صحفية إلى أن فقدان الأدوية يشكل خطراً على حياة المرضى، كالحليب العلاجي لمرضى التبول الفينولي والذي يتسبب بحدوث التخلف العقلي في حالة عدم تلقيه من قبل الطفل المصاب بالمرض، وكذلك أدوية البروجراف الخاصة بزارعي الكلى، حيث قد يتسبب غياب الدواء إلى رفض الكلية المزروعة وبالتالي فشل عمليات الزراعة.
وناشد مدير عام مجمع الشفاء الطبي، جميع الداعمين للقطاع الصحي وجميع الضمائر الحية بسرعة التدخل لإنقاذ مرضى غزة في ظل عدم تلقي المرافق الصحية في قطاع غزة للحصص الدوائية الخاصة بها منذ مطلع العام الحالي.
من جانبه أعلن د. علاء حلس مدير صيدلية المستشفيات بوزارة الصحة بغزة، عن نفاذ الحليب العلاجي بكافة أنواع من مستشفيات وزارته، الامر الذى يشكل خطرا حقيقيا على صحة الاطفال المرضى الذين يستفيدون منه منذ الولادة معتبرا انه شريان حياة لهم.
من جانبه أكد د. راغب ورش اغا رئيس قسم الجهاز الهضمي بمستشفى الرنتيسي أن نفاذ انواع الحليب العلاجي يؤثر سلبا على صحة اطفالنا المرضى داخل المستشفى، والذين سيعانون من اسهال مزمن وسوء امتصاص و بالتالي انخفاض أوزانهم مما يضطرهم الى دخول المستشفى لفترات طويلة.
وأوضح أن الأطفال المرضى يعتمدون على حليب الجلاكتومين بشكل أساسي منذ الولادة ومعرضون للخطر كونهم لا يستفيدون الا من المأكولات الحيوانية كالسمك واللحوم والحليب ودون ذلك سيؤثر على صحتهم العامة.
ونوه الى أن هذا الحليب تحديدا لا يتوفر في السوق الخاص ولا تتوفر له بدائل على الاطلاق، علاوة على تكلفته العالية التي تتجاوز المئة دولار.
وأشار الى ان حليب نيوترموجين الذى يعطى للأطفال الذين يعانون من حساسية للبروتين الموجود في الحليب البقري، حيث يستفيد منه شريحة كبيرة من الاطفال المرضى، موضحا ان البدائل الموجودة ليست بنفس الكفاءة والجودة، الى جانب نفاذ حليب ايزوميل الذى يحتاجه الاطفال الذين يعانون من سوء امتصاص السكر، وانواع أخرى من الحليب مفقودة من مستشفيات وزارة الصحة بغزة.
يذكر أن الحليب العلاجي يصرف حسب احتياج وعمر الطفل، خاصة وان الاطفال يعانون من أمراض وراثية مزمنة وبحاجة للحليب العلاجي لاستمرار حياتهم.