وقال الملك سلمان، في كلمة افتتاحية للقمة، التي جرت ليل الخميس في قصر الصفا بمكة المكرمة، إن هذا الاجتماع ينعقد في ظل "تحديات مباشرة تهدد الأمن والاستقرار إقليميا دوليا".
وزعم العاهل السعودي: "لقد استطعنا في الماضي تجاوز العديد من التحديات التي استهدفت الأمن والاستقرار، وكذلك الحفاظ على المكتسبات وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في دولنا، وسنعمل لمواجهة كافة التحديات والتهديدات بعزم وحزم".
واستطرد بالقول: "إن الأعمال الإجرامية التي حدثت مؤخرا باستهداف أحد أهم طرق التجارة العالمية بعمل تخريبي طال أربع ناقلات تجارية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وكذلك استهداف محطتي ضخ للنفط، وعدد من المنشآت الحيوية في المملكة، تستدعي منا جميعا العمل بشكل جاد للحفاظ على أمن ومكتسبات دول مجلس التعاون".
وكرر الملك السعودي إدعاءاته السابقة ضد إيران، متهما اياها بـ"تهديد الأمن والاستقرار بهدف توسيع النفوذ والهيمنة"، معتبرا أن ذلك "عمل ترفضه الأعراف والمواثيق الدولية"، على حد وصفه.
ويأتي توجيه الاتهامات الواهية للملك السعودي ضد إيران، في حين أن السعودية تعد واحدة من أكبر المؤيدين والمروّجين للأفكار الإرهابية في العالم، وإن نظرةً على أنشطة هذا البلد علي الصعيدين الداخلي والخارجي تُظهر أن أغلب الإرهابيين الإقليميين والدوليين يتحدّرون إلي السعودية، أو متأثرين بالميول الوهابية لهذا البلد، أو يتلقون الدعم والتمويل والأسلحة منه.
وتابع الملك سلمان وادعى أن إيران "تتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وتتطور برامجها النووية والصاروخية، وتقوم بالتهديد ضد حرية الملاحة العالمية بما يهدد إمدادات النفط للعالم، و هذا يعد تحديا سافرا لمواثيق ومبادئ وقوانين الأمم المتحدة لحفظ السلم والأمن الدوليين"، على حد قوله.
وزعم ان "المملكة حريصة على أمن واستقرار المنطقة، وتجنيِبها ويلات الحروب، وتحقيق السلام والاستقرار والازدهار لكافة شعوب المنطقة بما في ذلك الشعب الإيراني. وستظل يد المملكة دائما ممدودة للسلام، وسوف تستمر بالعمل في دعم كافة الجهود للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة".
وفي ختام كلمته، طالب "المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء ما تشكله الممارسات الإيرانية، واستخدام كافة الوسائل، لوقف إيران من تهديد حرية الملاحة في المضائق الدولية"، على حد تعبيره.
يأتي هذا فيما يعتقد كثير من المراقبين أن محاولات السعودية لاختلاق عدو مشترك باسم ايران في وجه العدو التقليدي للمسلمين والعرب باسم "اسرائيل" محاولات فاشلة لا نتيجة وراءها سوي تعميق الهوة الموجودة فيما بين الدول الإسلامية.
ولعب آل سعود منذ تأسيس السعودية، دوراً رئيسياً في تشكيل الجماعات الإرهابية، وأول ظهور لذلك كان في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، حيث استفادت السعودية من تقارب أمريكا مع طالبان، وأنفقت مليارات الدولارات لنشر أفكار تمهّد السبيل لتشكيل الجماعات الإرهابية في المستقبل. وبلغت أنشطة "بندر بن سلطان" والسعودية ذروتها مع أحداث 11 سبتمبر والتحريات في هذا المجال أثبتت العلاقة العميقة للمسؤولين السعوديين مع تنظيم القاعدة وحركة طالبان، بحيث كان هناك 15 سعودياً من بين الإرهابيين الـ 19 الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر.
من جانبه، اكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، على أن "تهديد أمن الملاحة وطرق التجارة يمثل تصعيدا خطيرا"، في إشارة إلى الهجمات الأخيرة.
وتابع أبو الغيط: "إننا نتضامن مع السعودية في مواجهة الحوثيين. وأمن الخليج (الفارسي) من أمن العرب".
من جانبه، أشار الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى أن القمة العربية الطارئة تنعقد في ظل "تهديدات خطيرة وغير مسبوقة تواجه الأمن القومي العربي، خاصة في منطقة الخليج (الفارسي) ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة".
وشدد السيسي على أن "أمن منطقة الخليج (الفارسي) يمثل بالنسبة لمصر أحد الركائز الأساسية للأمن القومي العربي" كما "يرتبط ارتباطا عضويا بالأمن القومي المصري".
وأكد السيسي أن "العرب ليسوا على استعداد للتفريط بأمنهم القومي"، مردفا: "أي تهديد يواجه أمن الخليج (الفارسي) يقتضي منا وقفة حاسمة لمواجهته".
بدوره، قال الملك الأردني، الملك عبدالله الثاني، إن "أمن الدول العربية في الخليج (الفارسي) يمثل ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة"، مضيفا أن "التحديات تستدعي منا جميعا توحيد الجهود وتنسيق المواقف".
من ناحيته، قال الرئيس العراقي، برهم صالح، إن "إيران جار يجب الحفاظ على أمنها"، وأردف: "منطقتنا بحاجة لاحترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية".