وجاء في البيان:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) القصص ٥ – ٦
إنَّ يوم القدس العالمي هو يوم نهضة المستضعفين في وجه المستكبرين، هو يوم جعله قائد المستضعفين الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) في آخر جمعة من شهر رمضان شهر الجهاد والعبودية الحقَّة لخالقنا وربَّنا تبارك وتعالى، جعله يومًا للتحرُّر من أغلال الطَّواغيت والظَّالمين، يومًا للنَّهضة والقيام ضدَّ الشَّياطين والمفسدين في كلِّ بلدٍ وكلِّ بقعةٍ فيها إنسان مستضعف ومؤمن مضطَّهد، إنَّه يوم لكلِّ المسلمين بل لكلِّ المستضعفين في الأرض.
إنَّه اليوم الذي نعلن فيه العداء لأعداء الحقّ والحرِّية والكرامة، ونعلن فيه الحرب على مَن حارب الدِّين والإنسان والأرض والمقدَّسات.
إنَّ يوم القدس في هذا العام مختلفٌ جدًا عن سائر الأعوام، وإنَّ الاحتمالات تتصاعد بقرب ميعاد تحرير فلسطين والمسجد الأقصى، ومِن هنا نوجه نداءً عاجلًا لشباب أمتنا الإسلامية وبحريننا العزيزة بالتأهب والجهوزية التَّامة على المستوى النَّفسي والإيماني، وأنْ يكونوا متوثِّبين لأيِّ لحظةٍ يناديهم فيها التَّكليف الشَّرعي بالنزول إلى أرض فلسطين وتحريرها من رجس الصَّهاينة الغاصبين.
إنَّه وعدُ الله الحقَّ أنْ يمرِّغ أنف المفسدين الإسرائيليين وفرعونهم الشَّيطان الأكبر وجنودهم في الوحل، ويدخل عباد الله المسجد الأقصى كما دخلوه أوَّل مرَّةٍ ويُتبروا ما علوا تتبيرًا.
وأمَّا الخونة عُملاء العدو الصُّهيوني في البحرين وفي بقية بلاد المسلمين الذين ربطوا حاضرهم ومستقبلهم وعروشهم بخيانة القرن مع العدو، واصطفًّوا في خنادقه، فيجب أنْ يكون حسابهم عسيرًا على يد الشُّعوب المسلمة.
ندعو الجماهير الغيورة في بحرين الإباء وخصوصًا الشَّباب الفدائي المقاوم إلى جُمعةِ تحدٍ للعدو وعُملائِه ولمؤامرتهم الخبيثة ولصفقةِ العار التي يريدون تدنيس أرض البحرين بها، إنَّها حربٌ حقيقيةٌ على الإسلام والمسلمين ويجب أن نتعامل على هذا الأساس، وإنَّ الإستعداد النَّفسي وتحديث النَّفس بالجهاد خطوة ضروريَّة على طريق أداء التَّكليف الشَّرعي بالدِّفاع عن الإسلام والأمَّة المسلمة في هذه المرحلة المصيرية.
ختاماً نجدِّد النِّداء الخالد للإمام المسدَّد الذي كان ينظر ببصيرة نافذة للمستقبل:
“يا أيَّها المُسلمون، ويا أيَّها المستضعفون الرَّازحون تحت سُلطة الظَّالمين، انهضوا واتحدّوا معاً، ودافعوا عن الإسلام وعن حقوقكم، ولا تهابوا ضجيج القوى الكبرى ولغطها، فهذا القرن إنَّما هو قرن غلبة المُستضعفين على المُستكبرين، وغلبة الحقُّ على الباطل بمشيئةِ الله القادر القهار”.
وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ
علماء البحرين
٢٣ رمضان ١٤٤٠هـ
٢٩ مايو ٢٠١٩م