ورغم ان الاعداء واذنابهم، توقعوا ان ينحسر الاهتمام بيوم القدس العالمي، بعد رحيل الامام الخميني (رض)، ولكن خلف الامام، قائد الثورة السيد علي الخامنئي، واصل الدرب، كما ان الامة الاسلامية، زاد اهتمامها بهذه المناسبة، لأنها احيت القضية الفلسطينية، واعطتها زخما اوسع من نطاقها الضيق، المحصور في القومية، ليوسع من آفاقها ويجعلها قضية اولى للمسلمين.
ان يوم القدس العالمي، في هذه السنة، يتزامن مع قضايا حساسة تمر بها المنطقة والعالم، وفي مقدمتها ما يسمى "صفقة القرن" إذ تسعى الادارة الاميركية بقيادة ترامب الاخرق، وبالتعاون مع عملائها في المنطقة، وفي مقدمتهم ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لتمريرها على حساب المسلمين، ولتعزيز موقف الكيان الصهيوني.
وكذلك يتزامن يوم القدس هذه السنة، مع استمرار الحرب السعودية الاماراتية على اليمن، واستمرار صمود الشعب اليمني ضد العدوان. وكذلك في هذه الفترة تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، بعد انسحاب الاولى بشكل احادي من الاتفاق النووي العام الماضي، واعادتها فرض الحظر على ايران.
ان يوم القدس العالمي، هو يوم للمواجهة بين المستضعفين ضد المستكبرين، يوم للصراع بين الخير والشر، محور المستكبرين أميركا والكيان الصهيوني وحلفائهما. وهذا اليوم لا يخص فقط المسلمين، بل هو دعوة لكل الانسانية، للاهتمام بقضية القدس، وتحريرها وتحرير كل الاراضي المحتلة من براثن الصهيونية التي تريد ان تهيمن على كل العالم، وليس فقط القدس وفلسطين.
فقد أكد الامام الخميني الراحل (رض) في كلمته بتاريخ 16 تموز/يوليو 1979: "إن يوم القدس يوم عالمي، وليس يوماً يخص القدس فقط، بل هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين".
وأكد ايضا في خطاب موجه للامة الاسلامية بتاريخ 31 تموز/يوليو 1981: "جدير بالمسلمين في يوم القدس الذي هو من أواخر أيام شهر الله الأعظم أن يتحرروا من أسر وعبودية الشياطين الكبار وقوى الاستكبار، وأن يرتبطوا بالقدرة اللامتناهية لله وأن يقطعوا أيدي مجرمي التاريخ عن دول وبلاد المستضعفين".
إذن الامة الاسلامية بكل افرادها مدعوة، لتخرج في مظاهرات عارمة في هذا اليوم، (الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك)، لتعلن رفضها واستنكارها للممارسات الصهيونية والاستكبار العالمي الداعم لها، ومن المؤكد ان يوم القدس العالمي، سيقى حيا في ضمير الامة الاسلامية وستحييه كل عام، حتى تحرير كامل الاراضي الفلسطينية من براثن الصهاينة.