قال رسول الله – صلى الله عليه وآله –:"هذا الحسين من أطائب أرومتي وأبرار عترتي وخيار ذريتي لا بارك الله فيمن لم يحفظه من بعدي.. تقتله الفئة الباغية لا أنالهم الله شفاعتي".
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ولي النعم، وأزكى صلواته على النبي الأكرم، وعلى آله سادة الأمم، وأصول الكرم. أيها الأخوة الأعزة المؤمنون.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتحياته..
يقر الرواة والمحدثون، وأصحاب المجاميع الحديثية والمصنفات الروائية، أن أكثر من نزل فيهم من آيات الله تبارك وتعالى في الثناء عليهم وذكر فضائلهم هم أهل البيت عليهم السلام، وأن أكثر من ورد ذكر مناقبهم وخصائصهم وأفضلياتهم على لسان النبي الصادق الأمين صلى الله عليه وآله الطاهرين هم أهل البيت عليهم السلام أيضا.. وهذا ما صرح به إمام الحنابلة الحافظ أحمد بن حنبل، وكثير غيره. ومن تابع الحديث النبوي الشريف وواكبه، وجده ذا عناية خاصة بالحسين بن علي وابن فاطمة.. وهو بعد ذلك – بالضرورة – ابن رسول الله صلى الله عليه وآله، حفيده وسبطه، وريحانته من الدنيا هو وأخوه الحسن المجتبى صلوات الله عليهما، فقد استقبلهما عند ولادتهما بحفاوة عجيبة، وودعهما وهو على فراش الوفاة والرحيل بأشواق عجيبة.. دعونا – أيها الإخوة الأحبة - نقف عند مشهدين من ذلك أولا بعد هذه الوقفة القصيرة.
أخرج الحافظ أحمد بن الحسين البيهقي، أحد مشاهير علماء السنة ومحدثيهم، في (السنن الكبرى)، والخطيب الخوارزمي الحنفي في (مقتل الحسين عليه السلام)، والحافظ محب الدين الطبري الشافعي في (ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى) بسند طويل ينتهي إلى الصحابية الفاضلة أسماء بنت عميس أنها قالت: قبلت فاطمة (أي أعنتها في ولادتها) بالحسن والحسين.. (إلى أن قالت:) فلما ولد الحسين جائني النبي فقال لي: (يا أسماء، هاتي ابني)، فدفعته إليه، فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ثم وضعه في حجره وبكى. قالت أسماء: فقلت: فداك أبي وأمي يارسول الله، مم بكاؤك؟ قال: (على ابني هذا) فقلت: إنه ولد الساعة، قال: (يا أسماء تقتله الفئة الباغية، لا أنالهم الله شفاعتي)، ثم قال صلى الله عليه واله: (يا أسماء، لا تخبري فاطمة بهذا، فإنها قريبة عهد بولادته)… أما في (كشف الغمة في معرفة الأئمة) فقد روى الإربلي أن النبي نادى بلالا وهو على فراش الإحتضار: يا بلال، إيتني بولدي الحسن والحسين. فانطلق بلال فجاء بهما، فأسندهما رسول الله إلى صدره وجعل يشمهما، فلما أراد أميرالمؤمنين عليه السلام أن يرفعهما أو يؤخرهما عنه صلى الله عليه واله مراعاة لحاله، قال له رسول الله صلى الله عليه وآله (دعهما يشماني وأشمهما، ويتزودا مني وأتزود منهما، فسيلقيان من بعدي زلزالا، وأمرا عضالا، فلعن الله من يحيفهما، اللهم إني أستودعكهما وصالح المؤمنين).
وروى الخوارزمي في مقتل الحسين عليه السلام بإسناده عن عبد الله بن عباس، قال: حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله عند وفاته وهو يجود بنفسه، وقد ضم الحسين إلى صدره وهو يقول: (هذا من أطائب أرومتي، وأبرار عترتي، وخيار ذريتي. لا بارك الله فيمن لم يحفظه من بعدي) قال ابن عباس: ثم أغمي على رسول الله ساعة، ثم أفاق فقال: (يا حسين، إن لي ولقاتلك يوم القيامة مقاما بين يدي ربي وخصومة، وقد طابت نفسي إذ جعلني الله خصما لمن قاتلك يوم القيامة).
مستمعينا الأفاضل، وقد رويت من طرق الفريقين سنة وشيعة عدة روايات يصرح فيها النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – بإرتكاب بني أمية لجريمة قتل الحسين عليه السلام وأنهم هم الفئة الباغية ويعلن برائته منهم كما سيأتي لاحقا.. وهنا نسأل: ما هو هدفه – صلى الله عليه وآله – من التصريح بذلك والإعلان عنه، وجريمة الفئة الباغية في قتل ثاني سيدي شباب أهل الجنة لم تقع بعد؟
لنستمع معا لما يقوله في الإجابة عن هذا السؤال ضيفنا الكريم سماحة (السيد رياض الموسوي الباحث الاسلامي من العراق).
الموسوي: بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم "حسين مني وانا من حسين" وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم "حسين سبط من الاسباط، احب الله من احب حسيناً" وهنالك عزيزي المستمع روايات متعددة عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تبين مقام الحسين ومكانته العظيمة في الاسلام، في طرف اخر هناك روايات عن النبي صلى الله عليه واله واحاديث مروية من الفريقين تبين التحذير من بني امية وانهم سوف يعتلو منبر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومما يقومون به من اباطيل ومصائب وسفك للدماء وانتهاك للحرمات وانهم سيقدمون على قتل ابن بنت رسول الله، على قتل سبط النبي الاصغر سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين عليه السلام اما ان الهدف من بيان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هذه الاحاديث في ان بني امية سيقدمون على هذا العمل الفضيع وعلى هذا الفعل الشنيع وقبل قتل الحسين كما تعلم عزيزي المستمع ان النبي الاكرم كانت عام رحلته الى الرفيق الاعلى في السنة الحادية عشرة للهجرة وان واقعة الطف قد حصلت في سنة واحد وستين للهجرة يعني بين رحلة النبي الاكرم صلى الله عليه واله الى شهادة الحسين عليه السلام هناك ما يقارب او زهاء خمسين سنة تقريباً فالهدف من ذلك هو اولاً النبي صلى الله عليه واله يطلعه الله على بعض الوقائع التي تجري على امته، يطلعه على بعض الامور الغيبية حتى يحذر بها، النبي الاكرم صلى الله عليه واله ذكر ذلك عن اقدام بني امية على هذه الجريمة النكراء التي بكى لها العالم العلوي والعالم السفلي وبكت لها الملائكة والجن وحتى الحيتان في البحار والكير في الهواء، هذه الفاجعة نبأ عنها النبي صلى الله عليه واله وسلم حتى يحذر المسلمون في المستقبل من اعمال بني امية الذين انتحلوا او الذين اغتصبوا الخلافة من اصحابها الشرعيين، من امير المؤمنين واهل بيته الطيبين الطاهرين اما اذا اردنا ان نستعرض بشيء مجمل عن بعض روايات المعصومين عن مكانة الحسين عليه السلام فأضافة الى الروايات التي ذكرتها في مطلع كلامي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، رواية اخرى، حديث اخر عن النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم انه قال "الحسن والحسين امامان قاما او قعدا وابوهما خير منهما" وايضاً قال رسول الله صلى الله عليه واله في حق سبطه العزيز عليه الامام الحسين "ان لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لاتبرد ابداً" هذه ايضاً بعض الاحاديث والروايات المباركة عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولكن لاننسى كلام الامام الحسن عليه السلام لأخيه الحسين حيث قال"لايوم كيومك ياابا عبد الله" وايضاً قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم "ان الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة" ولاننسى ان نبين ان الامام الصادق عليه السلام ذكر الامام الحسين في عشرات الروايات الشريفة منها ان الامام الصادق يعلم المسلمين كيفية لقاء بعضهم لبعض ومايقول بعضهم لبعض يوم عاشوراء في التعزية بمصيبة الحسين عليه السلام فقال الامام الصادق ان يقول بعضكم لبعض "عظم الله اجورنا واجوركم بمصابنا بأبي عبد الله الحسين وجعلنا الله من الطالبين بثأره مع وليه الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف" عظم الله اجورنا واجوركم ايها المستمعون الكرام ونسأل الله ان يوفقنا واياكم في هذه الليالي والايام لأحياء مآتم اهل البيت عليهم السلام والشعائر الحسينية وان يوفقنا ان نكون من المؤمنين المواسين لرسول الله ولآل البيت في هذه المصيبة العظمى.
نشكر سماحة (السيد رياض الموسوي الباحث الاسلامي من العراق) على هذه التوضيحات كما نشكركم أعزائنا على طيب متابعتكم للحلقة السابعة من برنامج (الحسين في كلام المعصومين عليهم السلام) نتابع تقديمها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
إخوتنا الأحبة الأكارم.. نبقى مع الحبيب المصطفى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يحدثنا حول حبيبه الحسين، وفي شؤون ابنه الحسين، وسبطه وريحانته، ووصيه أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه.
روى العالم الشافعي الشيخ إبراهيم بن محمد الحمويني الجويني في كتابه (فرائد السمطين) بإسناد موثق طويل ينتهي إلى ابن عباس أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في حديث له: لما ولد الحسين بن علي، وكان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة، أوحى الله عزوجل إلى مالك خازن النار: أخمد النيران على أهلها لكرامة مولد ولد لمحمد في دار الدنيا وأوحى الله تبارك وتعالى إلى رضوان خازن الجنان: طيبها لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا... (إلى أن قال صلى الله عليه وآله:) وأوحى الله عزوجل لجبرئيل: أن اهبط إلى النبي محمد في ألف قبيل، والقبيل ألف ألف من الملائكة على خيول بلق مسرجة ملجمة، عليها قباب الدر والياقوت، ومعهم ملائكة يقال لهم: الروحانيون، بأيديهم حراب من نور: أن هنوا محمدا بمولده، وأخبره يا جبرئيل أني قد سميته الحسين، فهنه وعزه، وقل له: يا محمد، تقتله شر أمتك على شر الدواب، فويل للقاتل، وويل للسائق، وويل للقائد! و قاتل الحسين أنا منه بريء، وهو مني بريء، لأنه لا يأتي يوم القيامة أحد إلا وقاتل الحسين أعظم جرما. قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الذين يزعمون أن مع الله إلها آخر و والنار أشوق إلى قاتل الحسين ممن أطاع الله إلى الجنة..)
وعن أنس ابن مالك، روى ابن الأثير في (أسد الغابة)، والعسقلاني الشافعي في (الإصابة)، والمتقي الهندي في (كنز العمال)، والمحب الطبري في (ذخائر العقبى) أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال مشيرا إلى حبيبه الحسين: (إن ابني هذا يقتل بأرض من العراق، فمن أدركه منكم فلينصره).
إنتهى إخوة الإيمان لقاء اليوم من برنامج (الحسين في كلام المعصومين عليه السلام) الذي استمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران. نودعكم بتذكيركم أيها الإخوة والأخوات بالكلام النبوي الذي افتتحنا به اللقاء وهو: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله –: (هذا الحسين من أطائب أرومتي وأبرار عترتي وخيار ذريتي لا بارك الله فيمن لم يحفظه من بعدي.. تقتله الفئة الباغية لا أنالهم الله شفاعتي).