سلام من الله عليكم أيها الأطائب وطابت أوقاتكم بكل رحمة وبركة، معكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج عنوانها التأسي بصاحب الخلق العظيم – صلى الله عليه وآله – في جميل عفوه، والعفو عند المقدرة هو سيد الأخلاق الإلهية التي أمرنا بالتخلق بها كما يشير لذلك نبي الرحمة في الحديث المروي عنه في كتاب الكافي أنه قال: "ألا أدلكم على خير أخلاق الدنيا والآخرة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال – صلى الله عليه وآله -: تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك".
وقد تجلى هذا الخلق العظيم في الحبيب المصطفى بأسمى صوره نستضيء ببعضها في هذا اللقاء فكونوا معنا..
روى الشيخ الكليني في كتاب الكافي بسنده عن أبي جعفر الباقر – عليه السلام – قال: إن رسول الله – صلى الله عليه وآله – أتي باليهودية التي سمت الشاة للنبي – صلى الله عليه وآله – فقال لها: ما حملك على ما صنعت؟
فقالت: قلت إن كان نبيا لم يضره وإن كان ملكاً أرحت الناس منه... فعفا رسول الله – صلى الله عليه وآله – عنها.
وروي في الكافي أيضاً عن أبي عبدالله الإمام الصادق – عليه السلام – قال: لما قدم رسول الله – صلى الله عليه وآله – مكة يوم افتتحها فتح باب الكعبة فأمر بصور في الكعبة فطمست فأخذ بعضادتي الباب فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، ماذا تقولون وماذا تظنون – يعني ما يفعله بهم بعد طول عدائهم وإيذائهم له – فقالوا: نظن خيراً ونقول خيراً أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت؛ قال: فإني أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين.
والتحلي بهذا الخلق هو من أوسع أبواب الفوز بالمغفرة الإلهية التي كان الإكثار من طلبها من أصول الأخلاق المحمدية فقد روي في أمالي الشيخ الطوسي عن الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء – عليها السلام – قالت: "كان رسول – صلى الله عليه وآله – إذا دخل المسجد صلى على النبي – صلى الله عليه وآله – وقال: اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك.. وإذا خرج من المسجد، صلى على النبي – صلى الله عليه وآله – وقال: اللهم إغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك".
شكراً لكم أيها الأطائب على طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (الأسوة الحسنة) ودمتم بكل خير.