السلام عليكم مستمعينا الأطائب، طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير وبركة وأنتم ترافقونا في لقاء اليوم من هذا البرنامج نخصصه لروايات شريفة تعيننا على التأسي بصاحب الخلق الخلق العظيم – صلى الله عليه وآله – في صدق الوعد وأداء الأمانة، تابعونا مشكورين.
قال مولانا ناشر السنة المحمدية الإمام جعفر الصادق – عليه السلام – في المروي عنه في كتاب (علل الشرائع):
"إن رسول الله – صلى الله عليه وآله – وعد رجلاً الى صخرة فقال: أنا لك هنا حتى تأتي. فاشتدت الشمس عليه فقال له أصحابه: يا رسول الله، لو أنك تحولت الى الظل.. فقال – صلى الله عليه وآله -: قد وعدته الى هاهنا، وإن لم يجيء كان منه المحشر".
وروى الجليل قطب الدين الراوندي في كتابه القيم (قصص الأنبياء)، عن عمار بن ياسر – رضوان الله عليه – أنه قال عن صحبته لرسول الله قبل بعثته – صلى الله عليه وآله -: "كنت أرعى غنيمة أهلي، وكان رسول الله – صلى الله عليه وآله – يرعى أيضاً، فقلت له: يا محمد هل لك [أن نرعى] في فخ فإني تركتها روضة برق – يعني مناسبة للرعي – قال: نعم، فجئتها من الغد وقد سبقني – صلى الله عليه وآله – إليها وهو قائم يذود غنمه عن الروضة، فقال: إني كنت واعدتك [أن نرعى معاً] فكرهت أن أرعى قبلك!"
ومن مصاديق خلقه – صلى الله عليه وآله – في أداء الأمانة، نقرأ ما أورده العالم المتعبد التقي أبوالحسين ورام بن أبي فراس – رضوان الله عليه – في كتابه (تنبيه الخواطر) عن مولانا الإمام جعفر الصادق – صلوات الله عليه – أنه قال لأصحابه:
"أدوا الأمانة، فإن رسول الله – صلى الله عليه وآله – كان يؤدي الخيط والمخيط" يعني – عليه السلام – أن سيد الأمناء – صلى الله عليه وآله – كان شديد الإلتزام بأداء الأمانة لا فرق في ذلك بين أن تكون شيئاً بسيطاً زهيد الثمن أو مهمة ثمينة.
شكراً لكم أيها الأطائب على طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (الأسوة الحسنة) الى لقائنا المقبل بإذن الله وما بعده دمتم في رعاية الله آمنين.