وبدأت وحدات الجيش السوري بدخول أحياء البلدة الاستراتيجية بريف حماة الشمالي الغربي بعد عملية تمهيد مدفعي وصاروخي وجوي كثيفة طالت تحصينات جبهة النصرة وحلفائه وخطوط إمدادهم الخلفية في المنطقة.
وقال مصدر عسكري، أن وحدات الاقتحام بدأت بتثبيت نقاطها داخل بلدة كفرنبودة شمال غرب حماة، على التوازي مع انطلاق وحدات الهندسة بعملية تنشيط واسعة لكامل أحياء البلدة وتأمين محيطها.
وأضاف المصدر أن قوات الجيش تمكنت من قتل أكثر من 30 مسلحا صباح اليوم، إضافة لتدمير عدد كبير من المدرعات والعربات الرباعية التابعة لهم.
وكان الجيش السوري سيطر منتصف الشهر الجاري على (كفرنبودة) ضمن سلسلة من القرى والبلدات في ريف حماة الشمالي الغربي.
إلا أنه، وبعد سلسلة من الهجمات المعاكسة تخللها غزارة مفرطة في استعمال الانتحاريين المالديف (مهاجرين من جزر المالديف)، قام الجيش السوري بتنفيذ عملية انسحاب من البلدة وأعاد نشر قواته في محيطها، وبدأ باستقدام تعزيزات نوعية وبتنفيذ قصف دقيق ومركز باتجاه مواقع المسلحين وتحركاتهم، تمهيداً لشن هجوم معاكس لاستعادة كفرنبودة واستئناف عمليته العسكرية حتى تحقيق أهدافها.
وأول من أمس، أكد مصدر عسكري سوري أن قوات الجيش السوري بدأت عملية تمهيد مدفعي وصاروخي مكثفة باتجاه مواقع المسلحين على كامل المحور الشمالي والشمالي الغربي لحماة، فيما قام الطيران الحربي السوري والروسي بتنفيذ سلسلة من الغارات الجوية المركزة على مواقع المسلحين ومناطق انطلاق هجماتهم ومواقع إطلاق الصواريخ باتجاه البلدتين الآمنة في ريفي حماة وإدلب، كما طال التمهيد محاور خان شيخون والهبيط والقصابية ولطمين وكفرزيتا ومحيط مورك.
وأشار المصدر إلى أن خطط الاقتحام تتخذ بالحسبان الإمدادات التي أرسلها الجيش التركي الأسبوع الماضي إلى مسلحي (جبهة النصرة)، وفي مقدمها كميات كبيرة من قواعد إطلاق وصورايخ (تاو) الأمريكية، إضافة إلى منصات (كورنيت).
وكان الجيش السوري أطلق عملية عسكرية واسعة بريف حماة الشمالي الغربي في السادس من الشهر الجاري، تمكن خلالها من تحرير عدة مدن وبلدات إستراتيجية مخترقا الحدود الإدارية الجنوبية لمحافظة إدلب، قبل أن يعلق عملياته العسكرية مؤقتا بناء على التماس تركي قدم إلى الجانب الروسي كفرصة أخيرة لتركيا لتنفيذ التزاماتها ضمن اتفاق سوتشي الموقع بتاريخ 17 سبتمبر أيلول من العام الماضي.
ومنذ إعلان الجيش السوري عن بدء وقف إطلاق النار أعلنت هيئة تحرير الشام وبعض الميليشيات المتحالفة معها والمحسوبة على تركيا رفضها للهدنة، واستغلت التنظيمات الإرهابية وقف إطلاق النار ودفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة من ريف حلب الشمالي الغربي، وسط معلومات عن حصولها على دفعة كبيرة من الصواريخ المضادة للدروع من جهة خارجية ووصول إمدادات مما يسمى "الجيش الوطني" في منطقة عفرين تقدر بثلاثمئة آلية ومدرعة وآلاف المقاتلين.