فيا لله ما لاقت وقاست
من الأشرار ارباب الرذيله
اتحمل فوق ظهر العجف قسراً
وفتيتها على الرمضا جديله
فأبدت بعد يوم الطف حزماً
وما من حرة ابدت مثيله
وحلماً لا يقاس بثقل «رضوى»
محال بأن يرى «رضوى» عديله
لقد وثق الحسين بها لكي ما
تقوم بحمل اعباء ثقيله
وقد بانت كفاءتها لديه
واعلن عن بني الدنيا رحيله
فناداها: أزينب انت بعدي
لحفظ عوائلي كوني كفيله
فجل الفادحات وان تناهت
غدت في حزمها السامي ضئيله
صلاة الله تترى كل حين
عليها ما تلا الطير هديله
كانت زينب (عليها السلام) صاحبة النيابة الخاصة عن ابي عبد الله الامام الحسين (سلام الله عليه وآله)، فأوصاها اخوها الحسين (صلوات الله عليه) بوصاياه بحفظ امام زمانها زين العابدين لما سيتعرض له من المخاطر وهو عليل مفجوع بشهادة والده والأعزة من اهل بيته واصحاب ابيه... ولعزم اعداء الله على الا يبقوا لآل الرسول ولآل علي من باقية.
فسمعت زينب العقيلة (صلوات الله عليها) كل وصايا اخيها وامام زمانها وحفظتها، وقبلتها وتعهدت له بالعمل بها، فكانت تكظم همومها وآلامها لتصبر المفجوعين من العيال، والأرامل واليتامي والأطفال، وتداري ابن اخيها الامام علي بن الحسين (عليه السلام) في طريق الاسر ومصيبة السبي، وترعاه وتحفظه... وقد شارف على الموت فسارعت الى انقاذه مراراً. عن ابعاد هذا الدور الزينبي حاورنا ضيف البرنامج الشيخ علي الكوراني:
*******
المذيع: سلام عليكم احباءنا شكراً لكم على متابعتكم لهذا البرنامج والآن مع ضيفنا الشيخ علي الكوراني الاجابة على اسئلتنا، التي ترتبط بدور العقيلة زينب (عليها السلام) في رعاية وحفظ الامام زين العابدين (عليه السلام) والعبر المستفادة من هذا الدور خاصة وما يرتبط بدفاع المؤمن عن امام زمانه؟
الشيخ علي الكوراني: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لاشك ان الامام زين العابدين (عليه السلام) كان في معرض لخطر الموت والشهادة وهو في الاسر وعندنا حالات شبيه لذلك عن المعصوم يكون في معرض الخطر ومنظومة الائمة (عليهم السلام) متوقفة عليه ممن كانوا معه في صفين والجمل قال لهم احبسوا عني الحسن والحسين ولا تخلوا سبيلهم ليشاركوني وغضب عندما شاركا في الحرب في هذه الحالة يعني عندنا خطة الهية لكي يحفظ نسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومنظومة الائمة المعصومين تحفظ الى خاتمهم الامام المهدي (عليه السلام)، كيف تحفظ، الله له وسائل في حفظ الامام زين العابدين اولاً شكل الامام كان يشك فيه الناس كم عمره وهو عمره خمسة وعشرين او اكثر شيء آخر انه كان مريضاً وضعيفاً وكانوا يتصوروا انه لا يعيش هذه وسائل ربانية ليسقط عنه الجهاد ويحفظه، وبنفس الوقت هو وابنه الامام الباقر (عليه السلام) يجب ان يحضروا المعركة، من الوسائل المهمة لحفظه خاصة والتي برزت في الكوفة لما امر ابن زياد قتله من الوسائل المهمة طلعة زينب، زينب صعدت وقالت اقتلوني معه، هذا الموقف وانها اتجهت صوب الامام زين العابدين وضاحت بأبن زياد اقتلوني قبله، هذه من العناية الالهية لحفظ الامام وفي نفس الوقت يدلنا على مقام زينب (عليها السلام) في تأثير كلماتها هزته هزاً، هذا العمل صار ولاية تكوينية تغير ۱۸۰ درجة، انشغل بموقف زينب كأنه حالته عجيبة، اذن هذه من الطاف الله من وسائل الله في حفظ المعصوم، من هذه الناحية نقول ان زينباً كانت سبباً ظاهراً لحفظ الامام زين العابدين (عليه السلام) تخليصاً من القتل، وانه في عمق المسألة المعصوم هو السبب في تخليص وحفظ زينب لان الامام زين العابدين هو سبب في حفظ الناس والارض والمقام والموقع ولو لم تكن زينب (عليها السلام) لكان لحفظه شكل آخر.
المذيع: سماحة الشيخ علي الكوراني شكراً لكم.
*******
كانت العقيلة زينب الكبرى عوناً لابن اخيها علي بن الحسين بعد واقعة الطف العظمى، تداريه وترعى عواطفه، وقد آزرته في أصعب المواقف وهي عمته الحنون، فعندما مروا على اجساد الشهداء يوم الحادي عشر من المحرم وهم أسرى، فاخذوا يودعون قتلاهم من على النوق بحسرات، ودموع حرى وزفرات، واحزان وآهات، يبثون اليهم أشجانهم، وبقي الامام علي بن الحسين وهو على ناقة بلا وطاء، مقيداً بالجامعة، يطيل النظر الى بدن ابيه الحسين (عليه السلام)، ويقلب طرفه في ساحة المعركة فيرى ابداناً مجزرةً مقطعة، مغسلةً بدماء الشهادة، مبعثرةً على رمضاء كربلاء، متروكةً بلا صلاة ولا دفن ولامواراة فعظم عليه ذلك، واشتد له اسفه وحزنه وحسرته، حتى أخذته حالة من حالات الاحتضار، فلما رأته العقيلة زينب عمته كذلك سارعت الى مواساته، وتداركته بسؤالها: (ما لي اراك تجود بنفسك يا بقية جدي وابي واخوتي... فوالله ان هذا لعهد من الله الى جدك وابيك، ولقد اخذ الله ميثاق اناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات، انهم يجمعون هذه الاعضاء المقطعة، والجسوم المضرجة، فيوارونها، وينصبون لهذا الطف علماً لقبر ابيك سيد الشهداء لا يدرس اثره، ولايمحى رسمه على كرور الليالي والايام، وليجهدن ائمة الكفر واشياع الضلال في محوه وتطميسه فلا يزداد الا علوا).
وزينب العقيلة وهي المرأة الحنون الطيبة، طالما أنقذت إمام زمانها من القتل والموت، فكانت الىجنبه لا تفارقه، وكانت تواسيه وتسليه، وتوازره وتقف دونه ودون السيف الذي طالما اقترب اليه ليقطع نسل آل محمد من الارض.
وقد حدثت يزيد نفسه اللئيمة ان يقتل الامام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) فلم يجد الى ذلك سبيلاً، اذ رأى عمته العقيلة المكرمة زينب تقف دونه، ولا تسكت عن ذلك ولا تلتفت... وكان يزيد قد التفت الى الامام زين العابدين (عليه السلام) فسأله: كيف رأيت صنع الله - يا علي- بأبيك الحسين؟ فاجابه الامام علي بن الحسين: رأيت ما قضاه الله (عزوجل) قبل ان يخلق السماوات والارض. فشاور يزيد من كان حاضراً عنده في أمره، فأشاروا عليه بقتل الامام زين العابدين (عليه السلام).
فنادى الامام بيزيد: يا يزيد، لقد أشار عليك هؤلاء بخلاف ما اشار به جلساء فرعون عليه حين شاورهم في موسى وهارون، فانهم قالوا له: ارجه واخاه، ولا يقتل الادعياء اولاد الانبياء وابناءهم ... فأمسك يزيد مطرقاً... وهو لا يرى الى ما اشير عليه من سبيل وتلك زينب واقفة ترقب الموقف عن كثب، ولا تدع لأحد ان يمس زين العابدين (عليه السلام) بسوء.
*******