سلام من الله عليكم أيها الأكارم ورحمة الله، أهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج، نتابع فيها التعرف إلى عوامل الفوز بالحياة الطيبة وحفظها، وذلك من خلال الآيات الأواخر من سورة الفرقان المجيدة حيث يثني على عباد الرحمان ويعرفنا بصفاتهم ومنها الإعتدال والتوازن.. كونوا معنا.
قال الله الحق الملك المبين في الآيات ٦۷ إلى ٦۹ من سورة الفرقان:
"وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً{٦۷} وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً{٦۸} يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً{٦۹}"
أيها الأكارم، إن التطرف والإفراط في أي شأن من شؤون الحياة هي من أهم عوامل ظهور الآثار السلبية وبالتالي تنغيص الحياة الطيبة، إن الإنفاق مثلاً هو من أنبل وأكرم الأخلاق التي تنور القلب وتطهر النفس وتشيع أجواء المحبة والمودة الإجتماعية، ولكن الإفراط فيه يصير إسرافاً يجعل صاحبه ملوماً عند الله وعند الناس، لأن يشوش معيشة الإنسان ويقوي نفسه الأمارة بالسوء عليه.
وفي المقابل فإن التفريط يكون بخلاً يحرم الإنسان والمجتمع من بركات الإنفاق، من هنا كان من أخلاق عباد الرحمان التوازن والإعتدال وأخذ المحجة الوسطى التي بها تحفظ الحياة الطيبة الكريمة للفرد والمجتمع.
أيها الأكارم، كما أن من وسائل حفظ الحياة الطيبة وسعادة الدنيا والآخرة هو ما يتحلى به عباد الرحمان من إخلاص الدعاء والتوجه لله عزوجل وحده وفي ذلك عزة الإنسان وكرامته، وكذلك إجتناب إنتهاك حرمة الدماء فلا تقتل نفس إلا بالحق أي قصاصاً أو حداً. وكذلك التورع عن المفاسد الأخلاقية وهي أهم أسباب الإنهيارات والأزمات الإجتماعية في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة أجارنا الله وإياكم من ذلك بحرمة التوسل إليه بمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
تقبل الله منكم أيها الأطياب طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامج (آيات ناطقة).. ودمتم في رعايته سالمين.