وخلال استقباله الاربعاء الالاف من الطلبة الجامعيين قال سماحته، تحدث ممثلو التنظيمات العلمية والثقافية والاجتماعية والسياسية والمهنية للطلبة الجامعيين عن هواجسهم ووجهات نظرهم حول مختلف قضايا الساعة، ومن ثم طرح سماحة قائد الثورة الاسلامية نقاطا مهمة حول القضايا المطروحة وكذلك حول استراتيجية كيفية دخول الشباب الى الساحة وتسارع حركة البلاد العامة لتحقيق الافاق المستقبلية الوضاءة للثورة الاسلامية.
وفي الرد على سؤال ان كانت مشاكل البلاد اليوم ناجمة عن اشكالية في الهيكلية ام ضعف اداء المسؤولين قال، ان هيكلية الدستور هيكلية جيدة ولا اشكالية فيها وبطبيعة الحال فانه في جميع البلدان ومنها بلدنا يتم على مر الزمن اكمال الهيكليات وازالة النواقص ومعالجة الثغرات، مثلما لم يكن هنالك وجود لمجمع تشخيص مصلحة النظام فيما هو الان موجود.
وحول فكرة النظام البرلماني قال، لقد ناقشنا هذه القضايا في مجمع مراجعة الدستور بالتفصيل وتوصلنا لهذه النتيجة وهي ان النظام البرلماني مشاكله للبلاد اكثر من مشاكل النظام الرئاسي.
وتابع قائلا، انه لا اشكالية في الهيكلية ولكن هنالك امكانية الزيادة والنقصان، اما المسؤولين فلهم اشكاليات وقصور واذواق مختلفة تكون نتيجتها هذه النواقص، وبطبيعة الحال فان اخطاءنا نحن المسؤولين ليست كالافراد العاديين لانها تؤدي الى ايجاد تصدعات كبيرة في صلب المجتمع.
وحول عملية الخصخصة اعتبر سماحته هذه العملية بانها حاجة البلاد الملحة ولا ينبغي الوقوف امامها ولكن ينبغي الوقوف امام الاخطاء التي تحدث خلال التطبيق.
وفيما يتعلق بالاتفاق النووي اشار سماحته الى الرسالة التي وجهها للمسؤولين في حينه، وكتب فيها انه كيف ينبغي ان تكون المصادقة والشروط اللازمة من اجل المصادقة وقال، بطبيعة الحال ان لم يتم تطبيق تلك الشروط والخصائص فليس من واجب القائد ان ياتي الى الساحة ويقول لا ينبغي تنفيذ الاتفاق النووي.
واضاف، باعتقادي انه لا ينبغي للقائد ان ياتي الى الساحة وينفذ عملا ما او يمنع تنفيذه الا في الحالات المتعلقة بالحركة العامة للثورة.
واكد سماحته، انني لم اكن مقتنعا كثيرا بالصورة التي تم فيها تحقيق الاتفاق النووي ولقد قلت هذا الامر لرئيس الجمهورية ووزير الخارجية مرارا ونبهتهم الى الكثير من الحالات.
واشار الى بعض الانشطة والاجراءات الجامعية في مختلف المجالات الداخلية والاقليمية والدولية خاصة خلال العام الاخير واضاف، ان اقامة التجمعات في دعم الشعب اليمني واتخاذ الموقف تجاه احداث نيوزيلندا ونيجيريا تعد من الاجراءات الجيدة التي تحققت.
واشار سماحته الى "بيان الخطوة الثانية للثورة" (الاربعين عاما الثانية للثورة) وقال، ان هذا البيان يعد خارطة عامة لماضي وحاضر ومستقبل الثورة الاسلامية تتضمن 4 نقاط رئيسية وهي:
1. عظمة وقوع وديمومة الثورة.
2. عظمة اداء الثورة الاسلامية لغاية اليوم.
3. عظمة الافاق المستقبلية التي ينبغي للثورة الاسلامية ان تصل اليها.
4. عظمة دور القوى الشابة الملتزمة في طريق المستقبل.
واكد قائد الثورة بان الثورة الاسلامية كان لها اداء بارز وممتاز خلال الاعوام الاربعين الماضية في مختلف المجالات الانسانية والوطنية من ضمنها السياسية والاجتماعية والعلمية والعدالة والحرية واضاف، اننا الان بحاجة الى حركة عامة منضبطة وسريعة جدا ومترافقة مع التقدم الملموس والمتمحور حول الشباب الملتزم والايماني، للتحرك نحو الافاق والاهداف السامية للثورة الاسلامية.
واعتبر سماحته اي حركة عامة منضبطة وصحيحة وعقلانية بانها بحاجة الى 4 عناصر وهي "المعرفة الحقيقية للساحة" و"تحديد الاتجاه" و"التمتع بالعامل او العوامل الباعثة على الامل" و"اتخاذ السبل العملانية لتوجيه هذه الحركة العامة".
وفيما يتعلق بالعنصر الاول قال، ان الذين يشكلون المحور والمحرك لهذه الحركة يجب ان تتوفر لديهم المعرفة الكافية تجاه العناصر الموجودة والمعنية في الساحة، وان يعلموا بان "الجمهورية الاسلامية الايرانية هي في اي وضع الان" و"ما هي فرصها والتهديدات التي تواجهها" و"من هم اصدقاؤها واعداؤها".
وحول العنصر الثاني قال، ان بوصلة الحركة العامة للشعب الايراني هي باتجاه تاسيس المجتمع الاسلامي وبالتالى الحضارة الاسلامية المتقدمة.
واعتبر وجود نقطة مضيئة وباعثة على الامل بانه يؤدي للتقدم واستمرار اي حركة عامة واضاف، ان طاقات الشعب الايراني التي تم اثباتها في بلورة وتحقيق الاعمال الكبرى (والتي تبلورت بالكامل في انتصار واستمرار الثورة الاسلامية)، هي نقطة الامل الاهم لحركة الشعب الايراني العامة نحو تحقيق اهداف وافاق البلاد الوضاءة.
واعتبر سماحته الوعد الالهي الصادق في نصرة من ينصر دين الله نقطة امل اخرى واضاف، ان التآكل والانحطاط المحتوم للحضارة الغربية والذي بحاجة الى بعض الوقت ليبرز بصورة ملموسة يشكل نقطة امل اخرى في مسار الحركة العامة للشعب الايراني.
وصرح بان تقديم السبل العملانية يشكل العنصر الرابع لاي حركة عامة واضاف، ان تبيين هذه العناصر الاربعة لدى الراي العام بحاجة الى ذهن متقد ولسان بليغ، الا ان العنصر الرابع بحاجة الى التخطيط والتوجيه والتركيز والنشاط لحظة بلحظة والمتابعة للمضي بقافلة المجتمع العظيمة خاصة الشباب الى الامام.
ومن ضمن مقترحات سماحة القائد للطلبة الجامعيين لتوجيه الحركة العامة للشعب الايراني في مسار تحقيق الافاق الوضاءة للبلاد "تاسيس المجموعات النهضوية داخل الجامعات" و"دعوة الطلبة الجامعيين من دول محور المقاومة للبحث حول القضايا الدولية وقضايا العالم الاسلامي المهمة".
واعتبر احباط مؤامرات الاعداء الناعمة من النتائج المهمة لــ"عمل الشباب والتنظيمات الطلابية الجامعية بالسبل المطروحة" واضاف، ان العدو يهدف لشل قدرات جيل الشباب عبر الهائهم بالشهوات والمخدرات وبعض الانشطة العبثية في الاجواء الافتراضية وزرع الياس والاحباط في نفوسهم، الا انه سيتم احباط هذه المؤامرة في ظل الحركات الباعثة على النشاط والامل من قبل الشباب والمجموعات الطلابية الجامعية.
وختم قائد الثورة تصريحاته قائلا، ايها الشباب كونوا على ثقة بانكم ستشهدون زوال اعداء البشرية اي الحضارة الاميركية المنحطة وزوال "اسرائيل".