السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله، معكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج القرآني ونحن نستنير بطائفة من الآيات الكريمة التي تهدينا إلى عوامل الفوز بالحياة الطيبة والسعيدة وحفظها، ومنها قوة الأمل بالله وبمغفرته عزوجل... كونوا معنا.
نصغي معاً أيها الأكارم إلى قول الله واسع المغفرة وهو يخاطب عباده في الآيتين ٥۳و٥٤ من سورة الزمر:
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{٥۳} وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ{٥٤}"
إن الله عزوجل هو الغفور الرحيم يغفر الذنوب جميعاً فعفوه أعظم من كل ذنب، ودعوته للإنابة تتوجه لعموم المذنبين حتى للذين أسرفوا على أنفسهم فكثرت ذنوبهم ومعاصيهم، إنه تبارك وتعالى يدعوهم ليغفر لهم ذنوبهم مهما كانت كثرة ذنوبهم، يغفرها جميعاً لكي يعيد لهم السكينة والحياة الطيبة التي حرموا منها أنفسهم بالذنوب، إذن فتقوية الأمل بسعة مغفرته عزوجل هي أوسع الأبواب للفوز بالحياة الطيبة.
إذن، فحفظ الحياة الطيبة تتحقق بالإنابة إلى الله عزوجل والتسليم له وبهذه الإنابة يدفع العذاب الدنيوي والأخروي الذي تورثه الذنوب التي لم يتب منها الإنسان، وهذه الدعوة الإلهية هي من أبرز مصاديق (أحسن ما أنزله الله لعباده) كما تشير لذلك الآيات التالية للآيات السابقة من سورة الزمر حيث يقول الله عزوجل في الآيتين ٥٥و٥٦ منها: "وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ{٥٥} أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ{٥٦}"
وهكذا أيها الإخوة والأخوات، فإن الأخذ والعمل بأحسن ما أنزل الله يكون من أبرز مصاديقها الإستجابة للدعوة الإلهية الكريمة بالإنابة والتسليم لأوامره عزوجل والمبادرة إلى ذلك لأن الإصرار على الذنب والغفلة عن التوبة والإنابة هما أخطر العوامل المدمرة للحياة الطيبة والإنابة فتكون عاقبته الحسرة والشقاء في الحياة الأخرى.
لكم منا أيها الأكارم جزيل الشكر على كرم المتابعة لحلقة اليوم من برنامج (آيات ناطقة) دمتم بكل خير.