سلام من الله عليكم أيها الأكارم، طابت أوقاتكم بكل خير وبركة ورحمة، أهلا بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نخصصها لطائفة من الآيات الكريمة وهي تنطق بحقيقة أن (ذكر الله) هو من أهم توفير وحفظ الحياة الطيبة الكريمة للإنسان، كونوا معنا مشكورين.
قال الله تبارك وتعالى في الآيتين ۲۸و۲۹ من سورة الرعد:
"الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ{۲۸} الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ{۲۹}"
أيها الأكارم، إن ذكر الله عزوجل يعبر عن الإرتباط والتوجه إلى الكمال المطلق والرحمة المطلقة والقدرة المطلقة، ولذلك فإنه وسيلة لطمأنينة القلوب، وهذه الحقيقة يؤكدها النص القرآني المتقدم مرتين الأولى بالإشارة الى أن قلوب المؤمنين تطمئن بذكر الله والثانية بالتأكيد على أن مطلق القلوب تطمئن بذكر الله، ولعل في ذلك إشارة إلى فطرية التوجه إلى الله عزوجل طلباً للطمأنينة.
هذا فيما يرتبط بالأثر الدنيوي أما الأثر الأخروي فهو طوبى وحسن مآب لأن إطمئنان القلوب بذكر الله يؤدي بالتالي إلى إقبالها على العمل الصالح وهو وسيلة النجاة والسعادة في الآخرة.
وقال الله أصدق الصادقين في الآيات ۱۲٤ إلى ۱۲۷ من سورة طه:
"وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى{۱۲٤} قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً{۱۲٥} قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى{۱۲٦} وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى{۱۲۷}"
نعم أيها الأفاضل، وكما تلاحظون فإن هذه الآيات تنطق بأن الإعراض عن ذكر الله عزوجل هو من أهم عوامل تنغيص الحياة الطيبة في الدنيا إذ تجعله ضيق الصدر أسير المعيشة الصعبة غير السعيدة مهما كثرت إمكاناته المادية ووسائله الرفاهية.
كما أنه هذا الإعراض عن ذكر الله يجعل الإنسان أعمى في الدنيا ينسى آيات الله ولذلك فلا يهتدي إلى ما فيه صلاحه وسعادته الحقيقية في الدنيا، فيغرق في الظلمات في دنياه ويحشر أعمى بأغلال هذه الظلمات في الآخرة فيحيط به الشقاء والعذاب الأليم، أجارنا الله وإياكم منه بيمن موالاة محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
إنتهى – أيها الأطائب – لقاء اليوم من برنامج (آيات ناطقة) شكراً لكم وفي أمان الله.