السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله، الإلتصاق بالقرآن الكريم هو من أهم عوامل تحقيق الحياة للإنسان وحفظها له، وهذا ما نستنطق بشأنه بعض الآيات الكريمة في هذا اللقاء، فكونوا معنا.
قال الله أرحم الراحمين في الآيتين ۱٥و۱٦ من سورة المائدة:
"يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ{۱٥} يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{۱٦}"
فالقرآن الكريم هو الكتاب المبين الذي يهدي به من ابتغى رضاه إلى سبل السلام أي كل ما يحقق للإنسان الأمن والسكينة المعنوية، وهذه من ركائز الحياة الطيبة الكريمة، كما أنه يخرجهم من الظلمات إلى النور أي يزيح عن الإنسان ظلمات الجهل والعصيان والحيرة والضلالة وسائر ما يسبب له الشقاء، وينوره بأضدادها لكي تكون مسيرته على الصراط المستقيم.
وقال الله أصدق القائلين في الآيتين العاشرة والحادية عشر من سورة الطلاق: ..... "فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً{۱۰} رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً{۱۱}"
مستمعينا الأفاضل، النص القرآني الذي إستمعنا إليه أولاً ينطق بأثر الإلتصاق بالقرآن الكريم في هداية الإنسان إلى الصراط المستقيم وتوفير الحياة الطيبة في الحياة الدنيا أما هذا النص القرآني المنير فهو ينطق بأثر الإلتصاق بالقرآن الكريم في توفير الحياة الطيبة والكريمة في الحياة الآخرة وهي حياة الخلود والبقاء.
كما أن الإلتصاق بالقرآن الكريم يجعل رزق الإنسان هو الرزق الأحسن وفي ذلك إشارة لطيفة إلى فوزه بالإكرام الإلهي الخاص، وفقنا الله وإياكم إليه ببركة التمسك بالقرآن الناطق التالين لآيات الله ورسوله محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
شكراً لكم أيها الأطائب على طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامج (آيات ناطقة) دمتم بألف خير.