السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته، أطيب تحية نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج.
أيها الإخوة والأخوات، نظام التكامل الإجتماعي هو من أهم السبل العملية التي شرعها الله عزوجل لحفظ أركان الحياة الطيبة للمجتمع الإنساني وهذا ما تنطق به كثير من آي الذكر الحكيم نستنير ببعضها في هذا اللقاء، فتابعونا على بركة الله.
قال عز من قائل في الآيات الكريمة ۲۷۲ إلى ۲۷٤ من سورة البقرة:
"....وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ{۲۷۲} لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ{۲۷۳} الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{۲۷٤}"
أيها الإخوة والأخوات، هذه الآيات الكريمة تبين عظمة الآثار المباركة للعمل بإحدى مفردات نظام التكامل الإجتماعي في الإسلام وهو الإنفاق، وهذه الآثار لا تقتصر على الحياة الأخروية بل تشمل الحياة الدنيا، فالله عزوجل يضمن للمنفقين في سبيله أن "لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ" وهذا الوصف يشمل السكينة المعنوية في الدنيا فضلاً عن الأمن من فزع يوم القيامة كما أن هذه الآيات تبين علة التأكيد على التكافل الإجتماعي بالإشارة إلى أن ثمة طوائف من الناس تمنعهم أسباب صحيحة وغيرها عن العمل والتجارة والضرب في الأرض حسب التعبير القرآني، وهؤلاء لا يستجدون ولا يسألون الناس ويتعففون عن ذلك حتى يظن من لا يعلم بحالهم أنهم أغنياء.. فلابد من تكريم عفتهم بإيصال العون إليهم بما يحفظ كرامتهم.
وهذا يعني إيجاد مجتمع تحفظ فيه قيم العفة والكرامة وهي من أهم قيم الحياة الطيبة الكريمة.
وختاماً لكم منا جزيل الشكر أيها الأكارم على كرم المتابعة لحلقة اليوم من برنامج (آيات ناطقة) دمتم بكل خير.