بأبي انتم وامي يا اهل بيت المصطفى .. انتم بين صريع في المحراب قد فلق السيف هامته، وشهيد فوق الجنازة قد شكت اكفانه بالسهام، وقتيل بالعراء قد رفع فوق القناة رأسه، ومكبل في السجن قد رضت بالحديد اعضاؤه، ومسموم قد قطعت بجرع السم امعاؤه.
اجل هكذا فعل القوم باولياء الله، حيث افرزوا فيهم كل الاحقاد القديمة، والضغائن الجاهلية.. فمثلوا باجساد آل الله، وهتكوا حرمات رسول الله، وهي حرمات الهية مقدسة! فهل يا ترى يكون ذلك ويمر على الايام ولا اثر له يترك، او لا مؤشر يعلم ان جريمة عظمى كان قد ارتبكت! هذا ما لا يعقل ولا يصدق، بل لم يكن ابداً.
كتب سبط ابن الجوزي الحنفي في كتابه الشهير (تذكرة خواص الامة ص284ـ طبعة الغري) قال:
قال سليمان بن يسار: وجد حجر مكتوب عليه:
لابد ان ترد القيامة فاطم
وقميصها بدم الحسين ملطخ
ويل لمن شفعاؤه خصماؤه
والصور في يوم القيامة ينفخ
وروى عين ذلك الزرندي الحنفي على الصفحة 219 من كتابه المعروف (نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين ـ طبعة القضاء بالقاهرة)، والشيخ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودة لذوي القربى ص331، طبعة اسلامبول بتركيا.
وكتب الشيخ ابو اسحاق برهان الدين محمد بن ابراهيم وهو من علماء السنة، في كتابه غرر الخصائص الواضحة ص 276 من طبعة مصر قال: ويقال انه لما حمل رأس الحسين رضي الله عنه الى يزيد بن معاوية، ووضع بين يديه، خرجت كف من الحائط فكتبت في جبهته:
اترجوا امة قتلت حسيناً
شفاعة جده يوم الحساب؟!
فيما يروى الطبراني في المعجم الكبير ص147 من المخطوطة قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي اخبرنا محمد بن غورك، اخبرنا ابو سعيد التغلبي عن يحيى بن يمان، عن امام لبني سليم، عن اشياخ له غزوا ارض الروم فنزلوا في كنيسة من كنائسهم فقرأوا في حجر مكتوب:
ايرجوا معشر قتلوا حسيناً
شفاعة جده يوم الحساب؟!
وكان للخوارزمي الحنفي رأي في كتابه (مقتل الحسين عليه السلام ج2 ص93 طبعة مطبعة الزهراء)، قال: وذكر هذا البيت مع بيت اخر الرئيس ابو الفتح الهمداني في كتابه المعروف فوز الطالب في فضائل علي بن طالب على ما اخبرني به شهردار بن شيرويه الديلمي فيما كتب الي من همدان ثم ذكر سنداً ينتهي الى الحضرمي وذكر الحديث بعين ما تقدم عن المعجم الكبير للطبراني سنداً ومتناً في المعنى لكنه ذكر بيتين ثانيهما:
فلا والله ليس لهم شفيع
وهم يوم القيامة في العذاب
ويكتب الهيثمي الشافعي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج9 ص199 من طبعة مكتبة القدسي بالقاهرة، عن امام لبني سليمان، ويكتب ابن عساكر الشافعي في تاريخ دمشق ج4 ص342 من طبعة روضة الشام روي الحديث عن امام لبني سليم الى ان قال الراوي فوجدنا في نية من كنائسها مكتوباً:
اترجو امة قتلت حسيناً
شفاعة جده يوم الحساب؟!
ووافقه على ذلك ابن كثير الحنبلي في كتابه البداية والنهاية ج8 ص200 طبعة القاهرة، لكن سبط ابن الجوزي الحنبلي كتب في تذكرة خواص الامة ص283 قال ابن سيرين وجد حجر قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله بخمس مائة سنة، مكتوب عليه بالسريانية فنقلوه الى العربية فاذا هو:
اترجوا امة قتلت حسيناً
شفاعة جده يوم الحساب؟!
وروى الحديث هذا عن محمد بن سيرين بعين ما تقدم الزرندي الحنفي، لكنه قال: وجد حجر قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله بثلاثمائة سنة، وقيل بخمسمائة سنة اورد الزرندي ذلك في كتابه نظم درر السمطين ص291 طبعة مطبعة القضاء، فيما ذكر القلقشندي في كتابه مآثر الانافة في معالم الخلافة ص117 طبعة الكويت، الخبر بهذه العبارة قد حكى صاحب درر السمط في خبر السبط انه وجد على حجر مكتوب تأريخه قبل البعثة بالف سنة هذا البيت ثم ذكره.
وفي مختصر تذكرة القرطبي ص194 طبعة مصر، كتب الشعراني وجدوا حجراً قديماً من ايام الجاهلية مكتوباً عليه فذكر البيت.
اما الشيخ سليمان القندوزي الحنفي، فقد اورد الخبر في ينابيع المودة لذوي القربى على الصفحة 331 من طبعة اسلامبول على هذا النحو قال ابن سيرين وجد حجر قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله بثلاثمائة سنة، مكتوب عليه بالسريانية فنقلوه الى العربية فاذا هو:
اترجوا امة قتلت حسيناً
شفاعة جده يوم الحساب؟!
قال الراوي: فقلنا لاهل الروم من كتب هذا؟
قالوا: ما ندري!
*******