السلام على ابن خاتم الانبياء السلام على ابن سيد الاوصياء السلام على ابن فاطمة الزهراء السلام على المرمل بالدماء، السلام على المهتوك الخباء، السلام على خامس اصحاب الكساء، السلام على غريب الغرباء، السلام على شهيد الشهداء، السلام على قتيل الادعياء السلام على ساكن كربلاء السلام على من بكته ملائكة السماء السلام على من ذريته الازكياء.
حلت وقعة عاشوراء فقامت قيامة الدنيا، وظهرت آثار الغضب الالهي في انقلاب العوالم الكونية فكان من السماء مطر الدماء وعلقة حمراء، وعتمة سوداء، وتغيرت اشياء بل كل الاشياء وذهلت الافلاك والاملاك وكيف لا وقد قتل الحسين وآل الحسين.
كتب اهل المعرفة والمعنى ما عرفت الحمرة في السماء حتى رمى الحسين عليه السلام بدمه المقدس نحو السماء ولعل السر في ظهور الحمرة في ذلك الزمان هو ان المولى تبارك وتعالى اذا غضب على الطغاة والعصاة اقتضى ان يبين ذلك، ففي البشر يظهر غضبهم باحمرار الوجه علامة على السخط ولما كان الحق جل وعلا منزه عن الجسمية والصورية، بان غضبه وسخطه على اهل الطغيان والكفر بظهور الحمرة في السماء اجل فهل علم اولئك من قتلوا؟! انه الحسين سليل اشرف الخلق حبيب الله المصطفى.
وطلعت على اهل الكوفة عقيلة بني هاشم، ابنة الصديقة الزهراء وسليلة سيد الاوصياء زينب بنت علي طلعت عليهم لترسم لهم فضاعة ما اجرموا، وعظم خطر ما اقدموا عليه، فقالت لهم: لقد ذهبتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها ابداً وانى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة، ومعدن الرسالة، ومدرة حجتكم، ومنار محجتكم، وملاذ خيرتكم، ومفزع نازلتكم، وسيد شباب اهل الجنة الا ساء ما تزرون!
الى ان قالت لهم: افعجبتم ان مطرت السماء دماً؟!
وهنا وقف المؤرخون ليثبتوا حقيقة ما ادلت به العقيلة زينب صلوات الله عليها، ويأتوا في ذلك بالشواهد والشهود فلنستمع لتلك الشهادات ولنتبصر في تلك المشاهد!
في كتابه الاتحاف بحب الاشراف ص 12 طبعة مصر كتب الشيخ جمال الدين الشبراوي القاهري الزبيدي الشافعي يقول: ومما ظهرت يوم قتل الحسين من الآيات ان السماء امطرت دماً، وان اوانيهم ملئت دماً!
ويأتي المحب الطبري المكي الشافعي، فيروي عن ام سلمة رضوان الله عليها في كتابه ذخائر العقبى ص 150 طبعة القدسي بالقاهرة انها قالت: لما قتل الحسين مطرنا دماً! كذا روى عنها باكثير الحضرمي والشافعي في وسيلة المآل ص 197 من المخطوطة.
ويعود محب الدين الطبري فيروي عن جعفر بن سليمان انه قال: حدثتني خالتي ام سالم قالت: لما قتل الحسين، مطرنا مطراً كالدم على البيوت والخدر، أي الستائر وقالت ايضاً وبلغني انه كان ذلك بخراسان والشام والكوفة.
وعن المحب الطبري الشافعي روى هذا الخبر الحافظ ابن عساكر الدمشقي الشافعي في تاريخ دمشق والذهبي في تاريخ الاسلام ج2 ص349 من طبعة مصر.
هذا فيما روى عن ابن عباس القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودة ص356 طبعة اسلامبول انه قال: ان يوم قتل الحسين قطرت السماء دماً، واكد ذلك ابو سعد الخدري حيث قال: ولقد قطرت السماء دماً بقي اثره في الثياب مدة حتى تقطعت روى عنه ذلك ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة ص192 طبعة عبد اللطيف بمصر.
فيما كتب العالم الحنبلي سبط ابن الجوزي تذكرة خواص الامة ص284 طبعة الغري قال ابن سعد لقد مطرت السماء دماً وبقي اثره في الثياب حتى تقطعت أي بليت.
اما العالم الحنفي محمد بن يوسف الزرندي فقد نقل في كتابه نظم الدرر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين ص220 طبعة مطبعة القضاء عن سليم القاضي قوله: لما قتل الحسين رضي الله عنه مطرنا دماً.
واكد الامر على حقيقته القاطعة كل من السيوطي الشافعي في الخصائص الكبرى ج 2 ص 126 والخوارزمي المكي الحنفي في مقتل الحسين عليه السلام ج 2 ص 89، والمقريزي في خططه ج 2 ص 989، وابن شهر آشوب في مناقب آل ابي طالب ج 2 ص 206 و182 وابن الاثير في الكامل من التاريخ ج 7 ص 29 في حوادث سنة 246، والمتقي الهندي في كنز العمال ج 4 ص291 تحت الرقم 5868، وغيرهم كلهم اكدوا ان السماء مطرت دماً، وقد اصبحت الحباب والجرار والآبار، وكل شيء ملآن دماً، حتى بقي اثره مدة على البيوت والجدران.
كان ذلك يوم عاشوراء الرهيب، العجيب وقد كتبت اقلام المسلمين ذلك عن توثيق لم يتخلله شك او ريب او تردد وتمر السنوات والقرون، فيأتي كاتب بريطاني مؤرخ اسمه ايفري مان ليبرري فيؤلف كتاباً سنة 1954 ميلادية، اسمه ذه انكلو ساكسون جرونيكل يحوي هذا الكتاب الاحداث التاريخية التي مرت بها الامة البريطانية منذ عهد السيد المسيح عليه السلام، حتى اذا وصل سنة 685 ميلادية ذكر من احداثها المريعة ان في هذه السنة مطرت السماء دماً، واصبح الناس والبانهم وازبادهم قد تحولت الى دم في بريطانيا.
كتب ايفري مان دون ان يعلم، فلما طبقت الحادثة على التاريخ الهجري وجد انها كانت قد وقعت يوم عاشوراء سنة احدى وستين هجرية يوم شهادة الامام الحسين عليه السلام فكانت آية اخرى في مشهد آخر من آيات المصاب.
*******