وتعتبر تصريحات رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي أخر موشر يدل على وجود مثل هذه المواجهة بين الكونغرس والبيت الابيض حيث اكدت الاخيرة بإن ترامب لا يملك تفويضا من الكونغرس بشن حرب على إيران.
وأضافت بيلوسي أن الإدارة الجمهورية ستقدم إفادة في جلسة مغلقة لكبار النواب -الذين يطلق عليهم مجموعة الثماني- بشأن إيران.
وكان أعضاء في الكونغرس الأمريكي قد شكو اول من أمس الأربعاء، من أن إدارة ترامب لا تطلعهم على ما يكفي من المعلومات كما قال بعض الجمهوريين إنهم لا يتم إطلاعهم على شيء.
وفي رسالة مشتركة وجّهها أمس رؤساء ثلاث لجان في الكونغرس، إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، ظهر اتهام واضح للخارجية بتسييس معلومات استخبارية حول إيران "عادة ما تكون موضوعية"، وأبدى الموقعون على الرسالة قلقهم حيال استغلال وتسييس المعلومات كون "تصرفات الإدارة في شأن إيران تعطي نتائج عكسية".
وبينما يرغب كلا من بولتون وبومبيو في اندلاع حرب في الشرق الاوسط علي غرار حليفهما الاقليمي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ويدفعان ترامب نحوها فان هذا الاخير اتخذ موقفا اكثر عقلانية ازاء هذا الامر نظرا الى التكاليف الباهضة الناجمة عن مثل هذه المغامرة عسكريا واقتصاديا وسياسيا لاسيما ان ترامب تريد ان يكسب الجولة القادمة من الانتخابات الرئاسية وقد انتقدت مرارا الى الحروب العبثية التي شنتها الادارات الاميركية السابقة في الشرق الاوسط معلنا عن عدم رغبته في الدخول الى مثل هذه الحروب التي استنزفت الولايات المتحدة في كافة المجالات.
وجاء تقرير صحيفة "واشنطن بوست" في هذا السياق حيث تحدثت هذه الصحفية فيه أن ترامب يشعر بالإحباط من بعض كبار معاونيه، وفي مقدمتهم مستشار الأمن القومي جون بولتون، ووزير الخارجية مايك بومبيو.
وقالت الصحيفة إن مرد هذا الإحباط أن هؤلاء المعاونين يدفعون الرئيس إلى حرب مفتوحة مع إيران، وهو ما يناقض تعهده بالانسحاب من الحروب الخارجية الباهظة الثمن، وتفضيله اتباع نهج دبلوماسي لحل التوترات والتحدث مباشرة مع الإيرانيين.
ونقلت عن مسؤولين مطلعين أن الرئيس غير مرتاح لكل هذا الحديث عن "تغيير النظام" في إيران.
وأشارت الصحيفة الى خلاف مع بولتون لم يصل بعد حدّ الصدام داخل إدارة لا تعرف الاستقرار اساسا في الولايات المتحدة.
وبالرغم من ان ترامب نفى في تغريدة وجود خلافات بين أركان إدارته بشأن سياسته في الشرق الأوسط والتصعيد الأخير ضد إيران واعتبر ما نشرته صحيفتا "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" حول وجود مثل هذه الخلافات في إدارته لكنه اقر تلويحيا بان "هناك وجهات نظر مختلفة يجري التعبير عنها، لكن القرار الحاسم والنهائي يعود لي"، مشيرا إلى أن جميع الآراء والسياسات ووجهات النظر تخضع للنقاش وهي موقف يمكن ان يدل على وجود خلافات داخل الادارة الاميركية بشان كيفية التعامل مع ملفات الشرق الاوسط.
وما يعزز هذا الانطباع هو إبلاغ ترامب وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان، بأنه لا يريد خوض حرب مع إيران، وفق معلومات نشرتها «نيويورك تايمز»، أشارت إلى أنها تعود إلى صباح اول من امس الأربعاء. وفي المقابل، عبرت بيلوسي عن ترحيبها بما اعتبرته عدم رغبة الرئيس في خوض صراع عسكري مع طهران على عكس ما يريده بولتون واخرون.
اذا فان هناك مواجهة مع بولتون واعضاء فريقه الساعين الى اشعال الحرب في المنطقة على مستويين وهما ان الكونغرس الاميركي يحشد حاليا امكانياته لمواجهة هذا الفريق منعا من وقوع مغامرة اميركية اخرى في الشرق الاوسط في ظل وجود دولة الموسسات في هذا البلد وان ترامب نفسه لايريد الدخول فيها بسبب عدة اعتبارات لاسيما الاستحقاق الرئاسي المقبل.