والتقى ماكرون في باريس مع فائز السراج رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دوليا مع شعور القوى الأجنبية بالقلق الشديد من تجدد القتال في الآونة الأخيرة في ليبيا التي تعاني من الانقسام والفوضى منذ الإطاحة بمعمر القذافي.
وقال مكتب ماكرون في بيان بعد اللقاء تضمن أيضا دعم فرنسا لخطة الأمم المتحدة للسلام ولإجراء انتخابات ”لا حل عسكريا للصراع الليبي، ولإنهاء الهجوم العسكري على طرابلس دعا رئيس الجمهورية إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار“.
وأضاف ”تم طرح مقترح لتحديد خط لوقف إطلاق النار تحت إشراف دولي“.
وكانت فرنسا في الماضي تدعم قوات شرق ليبيا بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي شن هجوما على العاصمة طرابلس في أوائل شهر أبريل نيسان.
وقال شهود إن معسكرا في تاجوراء بشرق طرابلس تعرض لقصف. وأصابت شظايا نجمت عن القصف سطح مركز مجاور لاحتجاز المهاجرين .
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في بيان إن شخصين أصيبا جراء القصف قرب مركز يضم 500 مهاجر ولاجئ. ودعت المفوضية إلى إطلاق سراح 3460 محتجزا أجنبيا قرب موقع القتال.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن القصف أحدث فتحة في سقف مخزن بالمركز يحتجز به نساء وكاد أن يصيب رضيعا. وكتبت المنظمة على حسابها على تويتر ”كم عدد الأرواح الأخرى التي يجب أن تواجه الخطر قبل إجلاء هؤلاء الأشخاص الضعفاء من ليبيا؟“.
وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن القتال أسفر عن مقتل 443 شخصا، فضلا عن إصابة 2110 آخرين، في حين اضطر عشرات الألوف إلى مغادرة منازلهم.
وفي محاولة لتوضيح التحدي الذي يعترض سبيل التوصل إلى حل سياسي حتى في حالة الاتفاق على وقف إطلاق النار، قال السراج لتلفزيون (فرانس 24) إن حفتر يسعى لانتزاع السلطة.
ويتمتع حفتر، الذي كان قائدا عسكريا في جيش القذافي قبل أن ينقلب عليه، بدعم الإمارات ومصر كما تلقى دعما عسكريا من فرنسا التي ساعدته على السيطرة على مدينة بنغازي في شرق ليبيا عام 2017.
ويأتي اللقاء مع ماكرون بعد زيارة السراج إلى ألمانيا وإيطاليا.
وعبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يوم الأربعاء عن ”عميق قلقها إزاء تزايد حالات الاعتقال والاحتجاز التعسفي والخطف والاختطاف والاختفاء في ليبيا“.
وأضافت ”لا يزال مصير اثنين من الصحفيين العاملين في قناة ليبيا الأحرار التلفزيونية، واللذين تم اختطافهما في الثاني من أيار مايو، مجهولا. وتطالب البعثة بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهما وضمان عودتهما الآمنة إلى أسرتيهما“.