السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وأهلا بكم في لقاء جديد من هذا البرنامج نتناول فيه إشارات سريعة لأحد أهم الأصول القرآنية لحفظ الحياة الطيبة الكريمة للمجتمع وهو أصل حفظ المجتمع من عوامل التشتت والتباغض والضعف. كونوا معنا:
قال الله تبارك وتعالى في الآيتين الحادية عشرة والثانية عشرة من سورة الحجرات: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ{۱۱} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ{۱۲}".
وروي في كتاب قرب الإسناد أن النبي صلى الله عليه وآله قال: (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الكذب، وكونوا إخوانا في الله كما أمركم الله، لا تتنافروا، ولا تجسسوا ولا تتفاحشوا، ولا يغتب بعضكم بعضا، ولا تنازعوا، ولا تتباغضوا، ولا تتدابروا، ولا تتحاسدوا، فإن الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب اليابس).
وفي كتاب تحف العقول عن المفضل قال: قال مولانا الصادق – عليه السلام – (يا مفضل قل لأصحابك: يضعون الزكاة في أهلها وإني لضامن لما ذهب لهم. ثم قال المفضل: عليكم بولاية آل محمد صلى الله عليه وآله: أصلحوا ذات بينكم ولا يغتب بعضكم بعضا. تزاوروا وتحابوا وليحسن بعضكم إلى بعض. وتلاقوا وتحدثوا ولا يبطنن بعضكم عن بعض. واياكم والتصارم وإياكم والهجران، فإني سمعت أباعبد الله عليه السلام يقول: والله لا يفترقن رجلان من شيعتنا على الهجران إلا برئت من أحدهما ولعنته، وأكثر ما أفعل ذلك بكليهما، فقال له معتب: جعلت فداك هذا الظالم فما بال المظلوم؟ قال: لأنه لا يدعو أخاه إلى صلته، سمعت أبي وهو يقول: إذا تنازع اثنان من شيعتنا ففارق أحدهما الآخر فليرجع المظلوم إلى صاحبه حتى يقول له: يا أخي أنا الظالم حتى ينقطع الهجران فيما بينهما.
أعزائنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران وها نحن نصل بتوفيق الله إلى ختام حلقة أخرى من برنامج (حياة القرآن) تعرفنا فيها إلى أصل تحصين المجتمع الإسلامي من عوامل التباغض والتشتت. نشكر لكم حسن الإصغاء وفي أمان الله.