السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله وبركاته.
تحية طيبة، معكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نتناول فيه أحد الأصول المهمة للحياة الطيبة الكريمة التي يدعونا لها أرحم الراحمين تبارك وتعالى، هذا الأصل هو إقرار حاكمية التعاطف والإصلاح بين مجتمع المؤمنين، تابعونا على بركة الله.
قال الله تبارك وتعالى في الآيتين التاسعة والعاشرة من سورة الحجرات: "وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ{۹} إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ{۱۰}"
وقال عز من قائل في الآية السابعة والثلاثين بعد المئتين من سورة البقرة: "وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ".
وروي من طرق الفريقين عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: "المؤمنون إخوة تتكافىء دماؤهم وهم يد على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم".
وقال أيضاً: "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه شيء تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وقال (صلى الله عليه وآله): "المؤمنون إخوة يقضون حوائج بعضهم بعضاً، فإذا قضى بعضهم حوائج بعض قضى الله لهم حاجاتهم".
نفهم أعزاءنا من النصوص الشريفة المتقدمة أن القرآن الكريم يدعو المجتمع الإسلامي إلى تنظيم العلاقات بين أفراده على أساس مبدأ الإخوة الإسلامية والتآخي على أساس عبودية الله والتقوى من جهة، ومن جهة ثانية على أساس الإصلاح والفضل أو التقاضي بالعدل والتراحم والتعاطف والمؤازرة فيما بينهم في حالة تعرضهم لعدوان الأجانب.
وهذا هو أعزاءنا أهم أصول الحياة الطيبة على الصعيد الإجتماعي ولو تم تحكيمه ساد الأمن والعدل والتسامح والتراحم والتعاون بأجمل صوره.
وبهذا ننهي أحباءنا لقاء اليوم من برنامجكم (حياة القرآن) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.