السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته.. تحية طيبة وأهلا بكم في حلقة اليوم من برنامجكم هذا نتعرف فيها إلى بعض مصاديق أصل رعاية حقوق سائر المخلوقات الإلهية وهو من أصول الحياة الطيبة التي دعانا لها القرآن الكريم. تابعونا على بركة الله.
أيها الإخوة والأخوات، أشارت كثير من الآيات الكريمة إلى أن من مصاديق الفساد في الأرض قتل أي نفس بغير حق وهذا الإطلاق يوسع دائرة النهي ليشمل كل دابة في البر والبحر والجو وكلهم أمم مثل الأمة البشرية كما تصرح بذلك الآية ثامنة والثلاثون من سورة الأنعام..
ولذلك فإن لهذه المخلوقات حقوق على الإنسان تشتمل على أن يستفيد بالصورة السليمة التي أمر الله عزوجل بها.
روى الشيخ الصدوق في كتاب الخصال عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال: "للدابة على صاحبها خصال ست: يبدأ بعلفها إذا نزل ويعرض عليها الماء إذا مر به ولايضرب وجهها فإنها تسبح بحمد ربها، ولا يقف على ظهرها إلا في سبيل الله ولا يحملها فوق طاقتها ولا يكلفها في المشي إلا ما تطيق".
وفي كتاب بحار الأنوار قال العلامة المجلسي في مسند أحمد والحاكم عن عبد الله بن جعفر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل حائطا لبعض الأنصار فإذا فيه جمل، فلما رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذرفت عيناه فمسح النبي سنامه فسكن ثم قال: من رب هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله، فقال: ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه يشكو إلى أنك تجيعه وتذيبه. وروى الطبراني عن جابر قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة ذاب الرقاع حتى إذا كنا بحرة واقم أقبل جمل يرفل حتى دنا من رسول الله فجعل يرغو على هامته، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إن هذا الجمل يستعديني على صاحبه يزعم أنه كان يحرث عليه منذ سنين حتى أجربه وأعجفه وكبر سنه أراد نحره، اذهب يا جابر إلى صاحبه فأت به، قال: ما أعرفه، قال: إنه سيدلك عليه، قال، فخرج بين يدي معنقا حتى وقف بي مجلس بني حطمة فقلت: أين رب هذا الجمل، قالوا: هذا فلان بن فلان فجئته فقلت: أجب رسول الله، فخرج معي حتى إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن جملك يزعم أنك حرثت عليه زمانا حتى إذا أجربته وأعجفته وكبر سنه أردت نحره، قال: والذي بعثك بالحق إن ذلك كذلك، قال صلى الله عليه وآله وسلم: ما هكذا جزاء المملوك الصالح، ثم قال: بعنيه قال: نعم، فابتاعه منه، ثم أرسله صلى الله عليه وآله في الشجر حتى نصب سنامه.
والأحاديث الشريفة في رعاية حقوق الحيوان والرفق به كثيرة مجموعة في مصادر الحديث وهي بمجموعها تعبر عن هذا الأصل الكريم من أصول الحياة القرآنية الطيبة.
نشكر لكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران العربية طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامج (حياة القرآن) تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.