بسم الله والحمد لله منير القلوب بأنوار صفوته الأبرار، سيدنا محمد الهادي المختار وآله الطيبين الأطهار صلوات الله عليهم آناء الليل وأطراف النهار.
- السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله.
- تحية الإيمان والولاء نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج.
- نتعرف في هذا اللقاء – مستمعينا الأكارم – الى بيت آخر من بيوت النور الإلهي إستفاضت أحاديث أهل البيت – عليهم السلام – في بيان بركاته لحث المؤمنين على زيارته والتعبد لله عزوجل فيه.
- إنه مسجد السهلة القريب من مسجد الكوفة المعظم، وهو من المساجد التي صلى فيها الأنبياء عليهم السلام، وصرحت الأحاديث الشريفة بأن من استجار بالله فيه أجاره الله تبارك وتعالى.
- وهذا المسجد المعظم هو منزل إمام العصر المهدي وأهله عند ظهوره – عجل الله فرجه – وفيه مقام له مبارك يؤمه المؤمنون لتجديد عهد الوفاء والبيعة له – أرواحنا فداه -.
- روي في كتاب الكافي مسنداً عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ أَبَانٍ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّه الصادق عليه السلام فَسَأَلَنَا أفِيكُمْ أَحَدٌ عِنْدَه عِلْمُ عَمِّي زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَنَا عِنْدِي عِلْمٌ مِنْ عِلْمِ عَمِّكَ كُنَّا عِنْدَه ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي دَارِ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيِّ إِذْ قَالَ انْطَلِقُوا بِنَا نُصَلِّي فِي مَسْجِدِ السَّهْلَةِ.
- فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّه الصادق عليه السلام وفَعَلَ؟ فَقَالَ لَا جَاءَه أَمْرٌ فَشَغَلَه عَنِ الذَّهَابِ فَقَالَ عليه السلام أَمَا واللَّه لَوْ أَستعَاذَ اللَّه بِه حَوْلاً لأَعَاذَه أمَا عَلِمْتَ أَنَّه مَوْضِعُ بَيْتِ إِدْرِيسَ النَّبِيِّ ع والَّذِي كَانَ يَخِيطُ فِيه ومِنْه سَارَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام إِلَى الْيَمَنِ بِالْعَمَالِقَةِ ومِنْه سَارَ دَاوُدُ إِلَى جَالُوتَ وإِنَّ فِيه لَصَخْرَةً خَضْرَاءَ فِيهَا مِثَالُ كُلِّ نَبِيٍّ ومِنْ تَحْتِ تِلْكَ الصَّخْرَةِ أُخِذَتْ طِينَةُ كُلِّ نَبِيٍّ وإِنَّه لَمُنَاخُ الرَّاكِبِ قِيلَ ومَنِ الرَّاكِبُ قَالَ الْخَضِرُ عليه السلام.
- وروي عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّه الصادق عليه السلام وذَكَرَ مَسْجِدَ السَّهْلَةِ فَقَالَ أَمَا إِنَّه مَنْزِلُ صَاحِبِنَا إِذَا قَامَ بِأَهْلِه، يعني الإمام المهدي أرواحنا فداه.
- وفي مستدرك الوسائل وغيره عن أبي بصير ، عن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) ، قال:" يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم ( عليه السلام ) في مسجد السهلة بأهله وعياله " ، قلت : يكون منزله جعلت فداك ؟ قال : نعم ، كان فيه منزل إدريس ، وكان منزل إبراهيم خليل الرحمن ( عليه السلام ) ، وما بعث الله نبيا إلا وقد صلى فيه ، وفيه مسكن الخضر ( عليه السلام ) ، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله (صلى الله عليه وآله ) ، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه ، وفيه صخرة فيها صورة كل نبي.
- ثم قال عليه السلام: وما صلى فيه أحد ، فدعا الله بنية صادقة ، الا صرفه الله بقضاء حاجته ، وما من أحد استجاره ، إلا أجاره الله مما يخاف قال أبوبصير: قلت : هذا لهو الفضل " فقال –عليه السلام- : " نزيدك " قلت :نعم. قال : " هو من البقاع التي أحب الله ان يدعى فيها ، وما من يوم ولا ليلة ، الا والملائكة تزور هذا المسجد ، يعبدون الله فيه ، اما اني لو كنت بالقرب منكم ، ما صليت صلاة إلا فيه ، يا أبا محمد وما لم أصف أكثر "
- وروى السيد علي بن طاووس في كتاب الاقبال عن محمد بن أبي رواد الرواسي ، انه خرج مع محمد بن جعفر الدهان إلى مسجد السهلة في يوم من أيام رجب ، فقال الدهان : مل بنا إلى مسجد صعصعة فهو مسجد مبارك ، وقد صلى به أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ووطأه الحجج بأقدامهم.
- قال الراوي: فملنا إليه ، فبينا نحن نصلي ، إذا برجل قد نزل عن ناقته وعقلها بالظلال ، ثم دخل وصلى ركعتين أطال فيهما ، ثم مد يديه فدعا بدعاء: " اللهم يا ذا المنن السابغة " ، ثم قام إلىراحلته وركبها ، فقال لي ابن جعفر الدهان : ألا نقوم إليه فنسأله من هو ؟ فقمنا إليه ، فقلنا له : ناشدناك الله من أنت ؟
- فقال : " ناشدتكما الله من ترياني ؟ قال ابن جعفر الدهان نظنك الخضر ، فقال : وأنت أيضا ، فقلت : أظنك إياه ، فقال : " والله اني لمن الخضر مفتقر إلى رؤيته ، انصرفا ، فأنا إمام زمانكما " .
- وقد بني في الموضع الذي صلى فيه إمام العصر عليه السلام في هذا المسجد المقام الذي لا زال يعرف الى اليوم بمقام المهدي صاحب الزمان عجل الله فرجه.
- وبهذا ينتهي لقاء اليوم من برنامج (بيوت النور) قدمناه لكم مستمعينا الأطائب من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- شكراً لكم على طيب المتابعة ودمتم في أمان الله.