بسم الله وله خالص الحمد والثناء والصلاة والسلام على حبيبنا محمد المصطفى سيد الأنبياء وآله مصابيح الهدى وكنوز العطاء.
- السلام عليكم مستمعينا الأعزاء ورحمة الله.
- أطيب التحيات نهديها لكم ونحن نلتقيكم على بركة الله في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
- حديثنا في هذا اللقاء سيكون بعون الله تبارك وتعالى عن جوانب أخرى من ينابيع البركة والنور والعطاء في ثاني أعظم بيوت النور الإلهي بعد المسجد الحرام.
- إنه الحرم النبوي المبارك حيث مسجد سيد المرسلين وقبره المطهر صلى الله عليه وآله الطاهرين؛ تابعونا مشكورين.
- أيها الإخوة والأخوات، بعيد وصوله إلى يثرب التي صارت به المدينة المنورة، عمد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله الى بناء مسجده المباركة الذي جعله مقر حكومته ومنطلق هدايته للعالمين.
- ومنذ بداية بنائه صلى الله عليه وآله لهذا المسجد المبارك جعل في مؤخرة المسجد مكاناً مضللاً والمسجد يومئذ لا سقف له ولا ظل.
- هذا الموضع من المسجد بالصفة وقد جعله نبي الرحمة – صلى الله عليه وآله – ملجأً للغرباء والمساكين وأبناء السبيل والفقراء يأوون إليه، فكان النبي يجالسهم ويأنس بهم، حتى إذا حل المساء فرقهم على أصحابه وأخذ طائفة منهم تتعشى منه.
- فكان في ذلك علامة هداية إلى أن الله جعل مسجد نبي رحمته – صلى الله عليه وآله – مأوى لإيصال رحماته لأصحاب الحاجات المادية والمعنوية يغيثهم بغيثه ويحبوهم ببركاته في كل عصر وأوان، جاء في كتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي – رحمه الله – قال:
- روي أن الإمام علي زين العابدين عليه السلام مر برجل وهو قاعد على باب رجل ، فقال له : ما يقعدك على باب هذا المترف الجبار .
- فقال الرجل : البلاء ، فقال عليه السلام : قم فأرشدك إلى باب خير من بابه ، وإلى رب خير لك منه.
- فأخذ عليه السلام بيده حتى انتهى إلى المسجد مسجد النبي صلى الله عليه وآله
- ثم قال : استقبل القبلة وصل ركعتين ، ثم ارفع يديك إلى الله عز وجل فأثن عليه ، وصل على رسوله صلى الله عليه وآله ثم ادع بآخر سورة الحشر وست آياتمن أول الحديد ، وبالآيتين في آل عمران ، ثم سل الله فإنك لا تسأل إلا أعطاك .
- أيها الإخوة والأخوات، شاء الرب الحكيم أن يجعل مسجد ومشهد رسوله الأعظم – صلى الله عليه وآله – منطلق القيام الحسيني الذي خلد به أنوار الهداية المحمدية أبد الآبدين.
- روى الشيخ الصدوق في كتاب الأمالي أن عتبة الأموي والي معاوية على المدينة عندما بعث الى الحسين عليه السلام وعرض عليه رسالة يزيد وهو يدعوه الى مبايعته خليفة لمعاوية وإلا قتل، قال عليه السلام في جوابه:
- يا عتبة ، قد علمت أنا أهل بيت الكرامة ، ومعدن الرسالة ، وأعلام الحق الذي أودعه الله عز وجل قلوبنا ، وأنطق به ألسنتنا ، فنطقت بإذن الله عز وجل ، ولقد سمعت جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله) يقول : أن الخلافة محرمة على ولد أبي سفيان ، وكيف أبايع أهل بيت قد قال فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا .
- فلما سمع عتبة ذلك دعا الكاتب وكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، إلى عبد الله يزيد أمير المؤمنين ، من عتبة بن أبي سفيان . أما بعد ، فإن الحسين بن علي ليس يرى لك خلافة ولا بيعة ، فرأيك في أمره والسلام .
- فلما ورد الكتاب على يزيد ( لعنه الله ) كتب الجواب إلى عتبة : أما بعد ، فإذا أتاك كتابي هذا فعجل علي بجوابه وبين لي في كتابك كل من في طاعتي ، أو خرج عنها ، وليكن مع الجواب رأس الحسين بن علي .
- قال الراوي: فبلغ ذلك الحسين ( عليه السلام ) ، فهم بالخروج من أرض الحجاز إلى أرض العراق ، فلما أقبل الليل راح إلى مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ليودع القبر.
- فلما وصل إلى القبرسطع له نور من القبر فعاد إلى موضعه ، فلما كانت الليلة الثانية راح ليودع القبر ، فقام يصلي فأطال ، فنعس وهو ساجد ، فجاءه النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهو في منامه ، فأخذ الحسين ( عليه السلام ) وضمه إلى صدره ، وجعل يقبل بين عينيه ، ويقول :
- بأبي أنت ، كأني أراك مرملا بدمك بين عصابة من هذه الأمة ، يرجون شفاعتي ، مالهم عند الله من خلاق ، يا بني إنك قادم على أبيك وأمك وأخيك ، وهم مشتاقون إليك ، وإن لك في الجنة درجات لا تنالها إلا بالشهادة .
- فانتبه الحسين ( عليه السلام ) من نومه باكيا ، فأتى أهل بيته ، فأخبرهم بالرؤيا وودعهم.
- مستمعينا الأفاضل، وتحدثنا أحاديث أهل البيت عليهم السلام أن من الحرم النبوي سيكون منطلق خاتم الأوصياء المحمديين مولانا المهدي الموعود إلى المسجد الحرام حيث سيعلن منه عجل الله فرجه ثورته الإصلاحية الكبرى.
- جعلنا الله وإياكم مستمعينا الأعزاء من خيار أنصاره في غيبته وفي ظهوره عجل الله فرجه الشريف.
- اللهم آمين ولكم جزيل الشكر عن جميل المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (بيوت النور) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- دمتم في أمان الله.