بسم الله والحمد لله الذي جعلنا من أمة وشيعة سيد النبيين محمد الأمين وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
- السلام عليكم أعزءنا المستمعين ورحمة الله.
- تحية من الله مباركة طيبة نهديها لكم ونحن نلتقيكم بتوفيق الله في حلقة جديدة من هذا البرنامج، فأهلاً بكم ومرحباً.
- نستنير في هذا اللقاء بأنوار الهدى الإلهي الساطعة على مدى الأيام من أعظم بيت النور بعد بيت الله المعظم في مكة المكرمة.
- إنه مسجد النبي الأعظم ومرقده القدسي – صلى الله عليه وآله
- ومسجد النبي هو ثاني مسجد أسسه سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله بعد مسجد قبا فهو المسجد المؤسس على أسمى مراتب التقوى.
- أجل، فما من تقوى فوق تقوى عبدالله المطلق ورسوله الأعظم، ولذلك فقد تواترت الأحاديث الشريفة في عظيم ثواب الصلاة فيه.
- فقد روي في كتاب كامل الزيارات عن الصادق الأمين محمد صلى الله عليه وآله قال: صلاة في مسجدي تعدل ألف صلاة في غيره، وصلاة في المسجد الحرام تعدل ألف صلاة في مسجدي.
- وكان هذا – مستمعينا الأفاضل – قبل أن يضم المسجد النبوي مرقد أشرف الكائنات صلى الله عليه وآله، فبعد ذلك تضاعفت فضيلته، كما يشير إلى ذلك الإمام جعفر الصادق في الحديث المروي في كتاب كامل الزيارات أنه قال:
(صلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وآله تعدل عشرة آلاف صلاة)
- وكذلك كان الإمام الصادق عليه السلام يوصي أصحابه بالإكثار من الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله كما روي عنه في كتاب الكافي وغيره.
- والمسجد النبوي هو مستمعينا الأفاضل هو أحد قصور الجنة الأربعة في الدنيا كما ورد في حديث الإمام علي – عليه السلام - المروي في كتاب أمالي الشيخ الطوسي أنه قال:
- أربعة من قصور الجنة في الدنيا: المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه و آله ومسجد بيت المقدس ومسجد الكوفة.
- ومعنى كون بيوت النور الإلهي هذه هي من قصور الجنة هو أن زائرها يشم فيها رائحة الجنة، ويفوز بثواب دخول الجنة إذا زارها وتعبد لله فيها، فتكون عبادته فيها مقرونة بالقبول والتنعم بنعيم الجنة ورضوان الله الأكبر.
- وروى الشيخ الصدوق في كتاب الخصال بسنده عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ومسجد الكوفة.
- وهذا الحديث العلوي يشير إلى أن التنعم بنعيم قبول العبادة والإستشعار الوجداني للذيذ طعم العبادة يكونان أقوى وأعظم بركة في هذه المساجد الثلاثة المباركة.
- أيها الإخوة والأخوات، وقد تواتر عن رسول الله قوله صلى الله عليه وآله: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة.
- وهذا الحديث المبارك يشير إلى عظمة فضيلة التعبد لله عزوجل في هذه البقعة بالخصوص من المسجد النبوي، إذا كان هذا التعبد بالصورة التي ارتضاها الله عزوجل لعباده.
- والى هذا المعنى يشير الصادق عليه السلام في الحديث المروي في كتاب العلل لممد بن علي بن إبراهيم قال عليه السلام: العلة في أن بين قبر النبي صلى الله عليه وآله وبين المنبر روضة من رياض الجنة أنه من عبد الله بين القبر والمنبر وعرف حق رسول الله صلى الله عليه وآله بيته وتبرأ من أعدائهم فله عند الله عزوجل روضة من رياض الجنة ولا يكون له ذلك في غير ذلك الموضع.
- واشترط معرفة حق رسول الله وأهل بيته لقبول التعبد لله في هذه البقعة المباركة من المسجد النبوي يشير إليه الأمر الإلهي بسد جميع أبواب الصحابة المؤدية الى داخل المسجد النبوي باستثناء بيت علي – عليه السلام -.
- وهذا ما تواتر نقله من طرق الفريقين عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قام خطيباً في المسلمين فحمد الله وأثنى عليه بأجمل الثناء ثم قال:
- أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب إلا باب علي، وقال فيه قائلكم، وإني والله ما سددت شيئاً ولا فتحته ولكني أمرت [من الله] بشيء فأتبعته.
- وروى أحمد بن حنبل بإسناد صححه عن أبي هريرة قال: قال عمر بن الخطاب، لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب إلي من حمر النعم:
- قيل وما هن؟ قال: تزويجه فاطمة بنت رسول الله وسكناه في المسجد مع رسول الله يحل له فيه ما يحل والراية يوم خيبر.
- مستمعينا الأفاضل، ولنا وقفات أخرى عن تجليات نور الله في مسجد رسول الله ومشهده المقدس صلى الله عليه وآله تأتيكم في الحلقة المقبلة من برنامجكم (بيوت النور).
- لكم من إخوتكم وأخواتكم في إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الشكر على طيب المتابعة ودمتم في أمان الله.