بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الأبرار، أهلاً بكم أيها الأعزاء في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
قال أميرالمؤمنين علي عليه السلام: "إياكم وتهزيع الأخلاق وتصريفها وأجعلوا اللّسان واحداً، وليخزن الرجل لسانه فانَّ هذا اللّسان جموحٌ بصاحبهِ، والله ماأرى عبداً يتقي تقوي تنفعهُ حتي يخزن لسانه".
مستمعينا الأعزاء: في كلماته البليغة النورانية هذه ينبهنا الامام عليه السلام إلى أهمية الأخلاق واللسان في حياة الفرد والمجتمع كما هو واضح و (تهزيع الشئ): أي تكسيره وتفريقه. والمراد: التّدرّج بالإنحطاط الخُلقي. و(تصريفها): أي نقلها من حال إلى حال، وعدم ثبات صاحبها على حالة واحدة. (واجعلوا اللسان واحداً): أي على وتيرة واحدة من الصدق وقول الحق، (وليخزن الرجل لسانه): أي يحفظه من القول بغير الحق، و يقلل من كلامه، وجمح الفرس ُ جمحاً: أي عصا أمر صاحبه حتى غلبه، والمراد: النهي عن كثرة الكلام لأنه يؤدي بالإنسان الى الهلاك، فكم من كلمة جلبت لقائلها قتلاً وعذاباً. والتقوى كما يرى الامام عليه السلام مقرونة بحفظ اللسان.
ونبقي – أيها الأعزاء- مع كلام أميرالمؤمنين عليه السلام وهو يوضّح لنا أهمية اللسان حيث يقول: (وإنَّ لسان المؤمن من وراء قلبه وأنَّ قلب المنافق من وراء لسانه، لأنَّ المؤمن إذا أراد أن يتكلم بكلام ٍ تدبَّره في نفسه، فان كان خيراً أبداه، وإن كان شرّاً واراه، وإن المنافق يتكلم ُ بما أتى على لسانه: لايدري ماذا له، وماذا عليه! ولقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لايستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولايستقيم قلبه حتي يستقيم لسانه) فمن أستطاع منكم أن يلقى الله وهو نقيُّ الراحة من دماء المسلمين وأموالهم، سليم اللّسان من أعراضهم، فليفعل).
مستمعينا الأفاضل:معنى الحديث الشريف للرسول صلى الله عليه واله وسلم الذي ذكره الامام عليه السلام: إنَّ الإيمان، هو التصديق بالله وبرسوله وبما جاء به من عند الله تعالى ومحل ذلك القلب، فهو مستودع العقائد، واستقامته: أي ثباته على العقيدة الصحيحة، وإن استقامة اللسان، وعدم الخوض فيما لايعنيه يرسّخ هذه العقيدة ويدعمها. وأمَّا عبارة (نقي ّ الرَّاحة) فالنقي: الخالص. والراحة: الكف. والمراد: يجب على المسلم أن يجدَّ ويجتهد في السلامة من دماء المسلمين وأموالهم والنيل من كرامتهم. نسأله تعالى أن يجعلنا من عباده المتقين … وقبل الوداع ننّور قلوبنا مرة أخرى بالاستماع لكلام أميرالمؤمنين عليه السلام الذي ورد بداية البرنامج حيث قال: "إياكم وتهزيع الأخلاق وتصريفها وأجعلوا اللّسان واحداً وليخزن الرجل لسانه، فانَّ هذا اللّسان جموحٌ بصاحبهِ، والله ماأرى عبداً يتقي تقوي تنفعهُ حتى يخزن لسانه".
وفي الختام – أيها الأحبة الكرام- نشكركم على حسن المتابعة وجميل الإصغاء وحتى اللقاء القادم نستودعكم الباري تعالى الذي لاتضيعُ ودائعُهُ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.