بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير خلقه محمد المختار وآله الطيبين الأبرار، أهلاً بكم- أيها الأعزاء- في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيدا.
في وصفه للقرآن المجيد قال سيد الوصيين علي عليه السلام: (واعلموا أنّه شافعٌ ومشفّعٌ، وقائلٌ ومصدّقٌ، وأنّه من شفع له القرآن يوم القيامة شفّع فيه، ومن محل به القرآن يوم القيامة صدق عليه، فانه ينادي منادٍ يوم القيامة: "ألا إنّ كلّ حارثٍ مبتلىً في حرثه، وعاقبة عمله غيرحرثة القرآن" فكونوا من حرثته وأتباعه، واستدلّوه على ربكم واستنصحوه على أنفسكم، واتّهموا عليه آراءكم، واستغشّوا فيه أهواءكم).
مستمعينا الأعزاء: في كلماته البليغة النورانية هذه يوصينا الامام عليه السلام بضرورة التمسك بالقرآن المجيد والعمل بأحكامه فهو شافع ومشفع). أي يطلب النجاة لقارئيه والعاملين بأحكامه، فيشفّعه الله تعالى فيهم. وعبارة (محل به): أي سعى به الى السلطان، والمراد: أنه يسعى بالمسلم الى الله جل جلاله إذا قصّر بالعمل به. و(كل حارث مبتلى في حرثه). الحرث: أي الكسب. يقال: فلان يحرث لعياله: أي يكتسب لهم و(حرثة القرآن)، مستثيروا دفائنه وكنوزه، و(مبتلى): أي مسؤول ومحاسب على عمله، وحرثة القرآن بمنجى من ذلك كله. (واستدلوه على ربكم): أي اتخذوه دليلا يوصلكم إلى رضى الله تعالى. (واستنصحوه): أي خذوا نصائحه لاستصلاح نفوسكم. (واتهموا عليه آراءكم): أي إذا خالفت آراؤكم القرآن فاتهموها بالخطأ. (واستغشوا فيه أهواءكم): أي ظنّوا فيها الغش، وارجعوا إلى أحكام القرآن.
ونبقى – مستمعينا الأفاضل- مع كلام أميرالمؤمنين عليه السلام الهادي الى الحق المبين حيث يقول: (العمل العمل، ثمّ النهاية النهاية، والإستقامة الإستقامة، ثم الصّبر الصّبر، والورع الورع، إنّ لكم نهايةً فانتهوا إلى نهايتكم، وإنّ لكم علماً فاهتدوا بعلمكم، وإنّ للإسلام غايةً فانتهوا إلى غايته، واخرجوا إلى الله بما افترض عليكم من حقّه، وبيّن لكم من وظائفه، أنا شهيدٌ لكم وحجيجٌ يوم القيامة عنكم).
مستمعينا الأعزاء: إنّ التكرار في الألفاظ هو التأكيد عليها، و(العمل العمل): بما يسعدكم غداً ونهاية الشيء: آخره. والمراد: مراقبة الأعمال وملاحظة نهايتها، فربّ عمل بدء بخير وختم بشر، لتداخل الرياء فيه والعجب وغير ذلك (والاستقامة الاستقامة): أي استمرّوا على طاعة الله وأداء ما كلّفكم به. (والصبر الصبر): على الطاعة وعن المعصية. (والورع الورع): أي التحرّج عن الأقدام على ما نهى الله تعالى عنه. و(إنّ لكم نهاية): والمراد بذلك المصير الأخير وما أعدّه الله لكم من الجنان ممّا لا عين رأت، ولا أذن سمعت بمثله. (فاهتدوا بعلمكم): وهو القرآن الكريم. وعند الشارح البحراني هو الامام عليه السلام (وإنّ للإسلام غايةً) والغاية: العلّة التي يقع لأجلها. والمراد: أنّ للإسلام هدفاً في السموّ والرفعة والفضيلة يجب على المسلم السعي له. (واخرجوا إلى الله بما افترض عليكم من حقه)، قالوا: خرج الإنسان من دينه: أي قضاه وأدّاه والمراد: أدّوا ما أمركم بأدائه من عبادات وأموال. (وبيّن لكم من وظائفه): أي رتّبه وقدّره. والمراد: ما رتّبه عليكم من العبادات.
أيها الأحبة الكرام: انتهى الوقت المخصص للبرنامج نشكركم على حسن المتابعة وجميل الإصغاء وحتى اللقاء القادم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.