بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد الأمين وآله الأبرار الميامين وأهلا بكم – أيها الأعزاء – في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقتا طيبا.
قال إمام البلاغة وسيد الوصيين علي عليه السلام في وصف الطريق إلى الله تعالى ومعالمه: "سبيل أبلج المنهاج، أنور السراج، فبالإيمان يستدل على الصالحات، وبالصالحات يستدل على الإيمان، وبالإيمان يعمر العلم، وبالعلم يرهب الموت".
مستمعينا الأعزاء: السبيل هو الطريق وبلج الصبح: أي أسفر وأنار والمراد من كلامه عليه السلام: إن الطريق إلى الله تعالى واضح المعالم، نير المسالك. و(بالإيمان يستدل على الصالحات): أي: إن وجوده باعث ومحفز للعبد على الطاعة. (وبالصالحات يستدل على الإيمان ): أي يتبين ويستدل عليه بالأعمال المقربة إلى الله تعالى. (وبالعلم يرهب الموت): لأن العلم يدعوا إلى العمل ومن مستلزمات العالم العامل الإستعداد للموت ولما بعده.
مستمعينا الأكارم: ونستمر بالإستماع لكلام إمام المتقين علي عليه السلام الذي يهدي الأنام إلى طريق الحق والعدل حيث يقول: (وبالموت تختم الدنيا، وبالدنيا تحرز الآخرة، وإن الخلق لا مقصر لهم عن القيامة مزقلين في مضمارها إلى الغاية القصوى).
مستمعينا الأعزاء: (وبالدنيا تحرز الآخرة) أي بالأعمال الصالحة التي يعملها العبد في الدنيا يحصل بها المقامات الرفيعة في الآخرة. و(لا مقصر لهم من القيامة): أي لا مستقر لهم، ولابد لهم من الإنتقال إلى الآخرة، وبها يسعدوا أو يشقوا. و(مزقلين) أي: مسرعين، و(المضمار): المكان الذي تعد فيه الخيل للسباق، ومحل تسابقها. والمراد: أن الدنيا محل تسابق العباد بالأعمال الصالحة. و(الغاية القصوى): النتيجة الحتمية للسعادة والشقاء. نسأله تعالى أن يجعل الحياة لنا زيادة في كل خير والوفاة راحة لنا من كل شر إنه سميع مجيب. وقبل الوداع ننور قلوبنا بالإستماع مرة أخرى لكلام أميرالمؤمنين عليه السلام الذي ورد في بداية البرنامج في وصف الطريق إلى الله تعالى ومعالمه حيث قال: "سبيل أبلج المنهاج، أنور السراج، فبالإيمان يستدل على الصالحات، وبالصالحات يستدل على الإيمان، وبالإيمان يعمر العلم، وبالعلم يرهب الموت".
وختاما أيها الأحبة الكرام: شكرا لكم على حسن المتابعة وجميل الإصغاء وحتى اللقاء القادم نستودعكم الله تعالي والسلام عليكم.