بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد المختار وآله الهداة الأبرار، أهلا بكم – أيها الأعزاء – في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقتا طيبا ومفيدا.
في وصفه لبعض خصائص الإسلام قال أميرالمؤمنين عليه السلام: "إن الله تعالى خصكم بالإسلام، واستخلصكم له، وذلك لأنه اسم سلامة وجماع كرامة، اصطفى الله تعالى منهجه، وبين حججه، من ظاهر علم، وباطن حكم، لاتفنى غرائبه ولا تنقض عجائبه".
مستمعينا الأعزاء: في كلماته البليغة النورانية هذه ينبهنا الإمام عليه السلام إلى أهمية الدين الحنيف والمسؤولية المهمة الملقاة على عواتقنا تجاهه، و(استخلصكم له) أي أعدكم له من بين سائر االأمم، و(جماع كرامة): أي به تنال كرامة الدنيا والآخرة. و(اصطفى الله تعالى منهجه):أي اختاره لكم منهجا تنتهجونه وطريقا تسلكونه. و(لا تفنى غرائبه ولا تنقضي عجائبه): أي جعله سبحانه وتعالى ملائما لجميع العصور والأجيال.
مستمعينا الأكارم: ونستمر بالإستماع لكلام أميرالمؤمنين علي عليه السلام الهادي إلى الحق المبين وهو يصف بعض خصائص الإسلام الحنيف حيث يقول: (فيه مرابيع النعم، ومصابيح الظلم، لا تفتح الخيرات الا بمفاتيحه، ولا تكشف الظلمات الا بمصابيحه، قد أحمى حماه، وأرعى مرعاه، فيه شفاء المشتفي وكفاية المكتفي).
أيها الأفاضل: (فيه مرابيع النعم) هي الأمطار التي تأتي في فصل الربيع، فتحيي الأرض بعد موتها وجدبها، والمراد من كلامه عليه السلام: وصف ما جعله الله جل جلاله في الإسلام من حياة القلوب، وتهذيب النفوس، التي بها يصل الإنسان إلى الدرجات الرفيعة والمراتب السامية. و(قد أحمى حماه): أي جعله حمى لا يقرب، ولا يحق لأحد أن يرعى فيه، والمراد: النهي عن الإقدام على المحرمات. و(أرعى مرعاه): أي السماح بما أذن فيه وأباحه من الحلال.
وقبل الوداع ننور قلوبنا بالإستماع مرة أخرى لكلام أميرالمؤمنين عليه السلام الذي ورد في بداية البرنامج حيث قال: "إن الله تعالى خصكم بالإسلام، واستخلصكم له، وذلك لأنه اسم سلامة وجماع كرامة، اصطفى الله تعالى منهجه، وبين حججه، من ظاهر علم، وباطن حكم، لاتفنى غرائبه ولا تنقضي عجائبه".
وختاما – أيها الأحبة الكرام – نتقدم إليكم بالشكر الجزيل على حسن المتابعة وجميل الإصغاء وحتى اللقاء المقبل نستودعكم الباري الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.