بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين، أهلا بكم – أيها الأعزاء – في برنامجكم آملين أن تقضوا معه وقتا طيبا ومفيدا.
قال أميرالمؤمنين وسيد الوصيين علي عليه السلام: "وأستعينه على مداحر الشيطان ومزاجره، والإعتصام من حبائله ومخاتله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ونجيبه وصفوته، لا يوازى فضله ولايجبر فقده، أضاءت به البلاد بعد الضلالة المظلمة، والجهالة الغالبة والجفوة الجافية، والناس يستحلون الحريم، ويستذلون الحكيم، يحيون على فترة ويموتون على كفرة".
مستمعينا الأعزاء: (مداحر الشيطان): الأمور التي بها يطرد، و(مزاجره) التي بها يزجر، وقد شبه الشيطان بالكلب الذي يطلبك فتزجره عنك، والمراد من كلامه عليه السلام: إستعن بالله عليه وقدم الأعمال الصالحة التي بها يدحر ويزجر. و(حبائله): مصائده، و(مخاتله): أي مكائده، والمراد الطرق التي يغوي بها الناس ويضلهم. و(الجفوة الجافية): أي القسوة الشديدة، و(يستحلون الحريم): أي يستحلون المحرمات و(يستذلون الحكيم) أي يذلون االعلماء. و(يحيون على فترة) وهي المدة التي بين عيسى ومحمد (عليهما الصلاة والسلام) وهي فترة الجاهلية، حيث رجع فيها الناس إلى الغاية في الجهل لعبادتهم الأصنام.
أيها الأفاضل، نستمر بالإستماع لكلمات أميرالمؤمنين علي عليه السلام النورانية حيث يقول: "ثم إنكم معشر العرب أغراض بلايا قد اقتربت فاتقوا سكرات النعمة، واحذروا بوائق النقمة، وتثبتوا في قتام العشوة واعوجاج الفتنة" ….مستمعينا الأعزاء: (أغراض بلايا قد اقتربت): الغرض: هو الهدف الذي يرمى إليه، والمعنى: أنتم مستهدفون لبلاء اقترب أوانه، (فاتقوا سكرات النعمة) وهنا – أيها الأعزاء – تحذير بليغ وبديع من الإمام عليه السلام حيث إن تتابع النعم ينسي الآخرة ويلهي عنها فحذرهم من زوالها. و(البوائق): الدواهي. (وتثبتوا في قتام العشوة) القتام أي الغبار، و(العشوة): ركوب الأمر على غير هدى. والمراد: ينبغي للمسلم أن يتثبت سلامة الطريق قبل سلوكها.
وقبل الوداع – أيها الأحبة الكرام – ننور قلوبنا مرة أخرى بالإستماع للمقطع الأول من كلام أميرالمؤمنين عليه السلام الذي ورد في بداية البرنامج حيث قال: "وأستعينه على مداحر الشيطان ومزاجره، والإعتصام من حبائله ومخاتله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ونجيبه وصفوته، لا يوازى فضله ولايجبر فقده، أضاءت به البلاد بعد الضلالة المظلمة، والجهالة الغالبة والجفوة الجافية، والناس يستحلون الحريم، ويستذلون الحكيم، يحيون على فترة ويموتون على كفرة".
وفي الختام نشكركم – أيها الأكارم – على حسن المتابعة وجميل الإصغاء وحتى اللقاء القادم لكم منا خالص المنى والسلام عليكم.