بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد المصطفى وآله الطيبيين الطاهرين، أهلاً بكم – ايها الاعزاء- في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيدا.
قال سيد الوصيين علي (ع):"فبعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، بالحقّ ليخرج عباده من عبادة الأوثان الى عبادته، ومن طاعة الشيطان الى طاعته، بقرآنٍ قد بيّنه وأحكمه، ليعلم العباد ربّهم إذ جهلوه، وليقرّوا به إذ جحدوه، وليثبتوه بعد إذ أنكروه".
فتجلّى لهم سبحانه في كتابه من غير أن يكونوا رأوه، بما أراهم من قدرته، وخوّفهم من سطوته، وكيف محق من محق بالمثلات واحتصد من احتصد بالنّقمات.
مستمعينا الأعزاء: في كلماته النورانية هذه إشارة واضحة وبديعة من قبل الامام (ع) الى سبب بعثة الرسول الأكرم (ص) والى أهمية القرآن المجيد الذي لو طبّق المسلمون أو امره وتعاليمه السامية لأصبحوا من أرقى الأمم وأفضلها. (وليثبتوه) أي يعرفوه حقّ معرفته (أي القرآن الكريم) و(تجلّى): أي ظهر، (وخوّفهم من سطوته): أي بطشه، وقد ورد في التنزيل العزيز: (إنّ بطش ربّك لشديد) و(محق من محق بالمثلات) محق: أي أهلك وأباد، والمثلات: أي العقوبات.
مستمعينا الأفاضل: ونستمربالاستماع لكلام أميرالمؤمنين (ع) الذي يهدي الى الحق حيث يقول: "وإنه سيأتي عليكم من بعدي زمانٌ ليس فيه شيءٌ أخفى من الحقّ، ولا أظهر من الباطل، ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله، وليس عند أهل ذلك الزمان سلعةٌ أبور من الكتاب إذا تلي حقّ تلاوته، ولا أنفق منه إذا حرّف عن مواضعه ولا في البلاد شيءٌ أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر، فقد نبذ الكتاب حملته، وتناساه حفظته، فالكتاب يومئذٍ وأهله طريدان منفيّان، وصاحبان مصطحبان في طريقٍ واحدٍ لايؤويهما مؤوٍ".
مستمعينا الأكارم: وهنا إشارة وتحذير من قبل الإمام علي (ع) من الأزمنة التي يحكم فيها الطواغيت حيث ينتشر الكذب على الله ورسوله وإهمال القرآن الكريم وتعاليمه والإكتفاء فقط بتلاوته لذر الرماد في عيون الناس وخداعهم ويحارب المخلصون من أهل البيت وأتباعهم.
"وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب".
مستمعي الكريم- بار الشيء: أي كسد وتعطّل، (ولا أنفق منه) أي: ولا أروج منه. (فقد نبذ الكتاب حملته): أي أهملوه ولم يعملوا به. (فالكتاب يومئذ وأهله طريدان منفيان) أي مبعدان، والمراد من كلامه (ع): لا يعمل بالكتاب ولا يلتفت إلى أهله. (وصاحبان مصطحبان): أي سائران معاً في اتجاه واحد، والمراد بأهله: الأئمة الاثنا عشر(ع) بدلالة حديث الثقلين للرسول الأكرم (ص) حيث قال: ((إني مخلّف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي)). والعبارة الأخيرة – أيها الأعزاء- (لايؤويهما مؤوٍ): أي لا يقبل منهما، ولا يؤخذ عنهما نسأله تعالى أن يجعلنا من عباده المتمسكين بالكتاب والعترة إنه سميع مجيب.
أيها الأحبة الكرام: وقت البرنامج شارف على الإنتهاء شكراً لكم على حسن المتابعة وجميل الإصغاء وحتى اللقاء القادم نستودعكم الله والسلام عليكم.