بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد المختار وآله الطيبين الأبرار، أهلاً بكم – ايها الاعزاء - في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيدا.
قال إمام المتقين علي عليه السلام في الإستسقاء:"ألا وإنّ الأرض التي تحملكم، والسّماء التي تظلّكم، مطيعتان لربكم، وما أصبحتا تجودان لكم ببركتهما توجّعاً لكم، ولا زلفةً إليكم ولالخير ترجو انه منكم، ولكن إمرتا بمنافعكم فأطاعتا، وأقيمتا على حدود مصالحكم فأقامتا ".
مستمعينا الاعزاء: الإستسقاء: هو طلب نزول المطرحيث يخرج الامام عليه السلام بالناس خارج المدينة يصلّي ويدعو بذلك، وفي كلمته النورانية هذه يشير الامام عليه السلام الى أنّ الباري تعالى أنعم على عباده بأن أمر الأرض والسماء بخدمة العباد ونعمه تعالى لا تعد ولا تحصى، وعبارته عليه السلام (توجعاً لكم) أي تألماً لما أصابكم (ولا زلفة إليكم): أي تقرباً لكم، فينبغي أن نشكر المنعم عزوجل دائماً في السراء والضرّاء.
نتابع- أيها الأكارم- الاستماع لكلام أميرالمؤمنين عليه السلام في الإستسقاء حيث قال: "إنّ الله يبتلي عباده - عند الأعمال السيئة - بنقص الثمرات، وحبس البركات، وإغلاق خزائن الخيرات، ليتوب تائبٌ، ويقلع مقلعٌ، ويتذكّر متذكّرٌ، ويزدجر مزدجرٌ، وقد جعل الله الإستغفار سبباً لدرور الرّزق، ورحمة الخلق". فقال: "استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السّماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموالٍ وبنين فرحم الله امرأَ استقبل توبته، واستقال خطيئته وبادر منيّته".
مستمعينا الأعزاء: في هذه الكلمات البليغة للإمام عليه السلام تنبيه واضح الى أنّ ارتكاب الذنوب والأعمال السيئة تكون سبباً مباشراً لنقص الثمرات وحبس البركات وهو ابتلاء من قبل الباري تعالى لعباده كي يتّجهوا نحو التوبة والإستغفار، وكلمة (يقلع) أي يكف ويتوب و(يزدجر) أي يمتنع عن المحرّمات، و(جعل الله الإستغفار سبباً لدرور الرزق) أي يجعله دائماً لا ينقطع، وكلمة (مدرارا) في الآية الكريمة أي: كثيراً متواصلاً، و(إستقبل توبته) أي استأنفها وجدّدها، و(استقال خطيئته) أي طلب الإقالة منها وغفرانها، و(بادر منيّته) أي استعدّ وأعدّ ما يلزمه لآخرته.
وأخيراً – أيها الأفاضل- نستمع الى المقطع الثالث والأخير من كلام أميرالمؤمنين عليه السلام في الإستسقاء حيث يقول: اللهم إنّا خرجنا إليك من تحت الأستار والأكنان. (الاكنان جمع كن وهو ما ستر من الحر والبرد). والمعنى: (خرجنا من بيوتنا ومنازلنا)، وبعد عجيج البهائم والولدان (أي ارتفاع أصواتها وبكائها) راغبين في رحمتك وراجين فضل نعمتك وخائفين من عذابك ونقمتك، اللهم فاسقنا غيثك ولا تجعلنا من القانطين، ولا تهلكنا بالسّنين (أي بالجدب والقحط) ولا تؤاخذنا بما فعل السّفهاء منّا، يا أرحم الراحمين.
مستمعينا الأكارم: إنتهى وقت البرنامج شكراً لكم على حسن المتابعة وفي أمان الله.