بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على حبيب إله العالمين محمد الأمين وآله الأبرار الميامين وأهلاً بكم - أيها الاعزاء - في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيدا.
قال سيد الوصيين علي عليه السلام: وليس لواضع المعروف في غير حقه وعند غير أهله، من الحظ إلاّ محمدة اللّئام، وثناء الأشرار ومقالة الجهّال - مادام منعماً عليهم - "ما أجود يده وهوعن ذات الله بخيل".
مستمعينا الأعزاء: في هذه الكلمة النورانية إشارة واضحة وصريحة من قبل الامام عليه السلام الى ضرورة أن يؤدي الإنسان العاقل ما فرض عليه من قبل الله تعالى ولا يبخل في هذا المجال وينخدع بمدح وثناء اللئام من المتملّقين والانتهازيين، (فالمعروف) هو الإحسان و(في غير حقّه) أي في غير الجهة التي أمر بها و(عند غير أهله) أي في غير الجهة التي أمربها و(عند غيرأهله ) أي عند من لا يستحقه. وأمّا عبارة (ما أجود يده) فهي تعني أنه موصوف بالكرم من قبل الذين أحسن إليهم وأكرمهم (ممّن لا يستحق الإحسان) بينما هو يبخل بما فرض عليه، وكلّف بأدائه.
نتابع- أيها الاعزاء- الاستماع إلى كلام أميرالمؤمنين عليه السلام حيث قال: فمن آتاه الله مالاً فليصل به القرابة وليحسن منه الضيافة، وليفّك به الأسير والعاني، وليعط منه الفقير والغارم، وليصبر نفسه على الحقوق والنوائب ابتغاء الثواب ، فانّ فوزاً بهذه الخصال شرف مكارم الدنيا ودرك فضائل الآخرة، إن شاء الله.
مستمعينا الاعزاء: هنا يوضح الإمام عليه السلام ويشير الى الموارد التي ينبغي أن تصرف الأموال إليها فالذي يطبق ذلك ينال سعادة الدّارين، فصلة القرابة موردٌ مهم وكذلك حسن الضيافة، وفك الأسير (المحبوس) والعاني: أي الخاضع الذليل، و(الغارم) أي المدين (وليصبر نفسه): أي يروّضها على التحمل، و(الحقوق) أي أداء ماوجب عليه من حقوق مالية، و(النوائب) جمع نائبة وهي النازلة التي تنوب الإنسان وتنزل به. ويختم الامام عليه السلام كلامه الشريف بالإشارة الى أنّ العمل بهذه الخصال يستوجب الفوز في الدنيا والحصول على ثواب الآخرة باذن الله تعالى.
وقبل الوداع ننورقلوبنا بالاستماع مرّة أخرى للمقطع الأول من كلام أميرالمؤمنين عليه السلام الذي ورد في بداية البرنامج حيث قال: وليس لواضع المعروف في غيرحقه وعند غيرأهله ، من الحظ إلاّ محمدة الّلئام، وثناء الأشرار و مقالة الجهّال - مادام منعماً عليهم- "ما أجود يده وهوعن ذات الله بخيل".
وفي ختام البرنامج شكراً لكم - أيها الأحبة - على حسن المتابعة وجميل الإصغاء وحتى اللقاء المقبل نستودعكم الله والسلام عليكم.