بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين، أهلا بكم _ أيها الأعزاء _ في برنامجكم هذا راجين أن تقضوا معه وقتا طيبا ومفيدا.
قال أميرالمؤمنين علي (ع): تعاهدوا أمر الصلاة، وحافظوا عليها، واستكثروا منها، وتقربوا بها، فإنها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا، ألا إلى تستمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا: "ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين" وإنها لتحت الذنوب حت الورق وتطلقها إطلاق الربق وشبهها رسول الله (ص) بالحمة تكون على باب الرجل فهو يغتسل منها في اليوم والليلة خمس مرات، فما عسى أن يبقى عليه من الدرن؟ وقد عرف حقها رجال من المؤمنين الذين لا تشغلهم عنها زينة متاع ولا قرة عين من ولد ولا مال، يقول الله سبحانه: "رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ". (النور۳۷)
مستمعينا الأكارم: كما تلاحظون أن كلام الإمام (ع) واضح في بيان الأهمية الكبيرة للصلاة ولذا سنكتفي بتوضيح معاني بعض المفردات، فـ(تعاهدوا أمرالصلاة) تعهدت الشيء: أي ترددت إليه وإصلحته.
و (حافظوا عليها): أي أدوها بأوقاتها (فإنها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) أي واجبة مفروضة. و(سقر) هو إسم من أسماء جهنم.
و(إنها لتحت الذنوب حت الورق) أي إنها تذهب بالذنوب. (وتطلقها إطلاق الرّبق) أيّ: تفكّها. والربق جمع ربقة: وهي الحلقة في الحبل يشد بها الحيوان. والمراد: إنها تفك المسلم من وثاق الذنوب وتبعاتها.والحمّة: كل عين فيها ماء حار ينبع، يستشفي بها من المرض. والدرن: الوسخ.
ونبقى _ أيها الأكارم _ مع كلام الإمام علي (ع) حول أهمية الصلاة حيث يقول: (وكان رسول الله (ص) نصبا بالصلاة بعد التبشير له بالجنة، لقول الله سبحانه "وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا" (طه۱۳۲)فكان يأمر أهله ويصبر عليها نفسه. وهنا أيها الأعزاء كلمة (نصبا) أي تعبا و المراد: كثرة صلاته (ص) حتى نزل عليه قوله تعالي: "طه* مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى"(طه۲و۱).
وقبل الوداع ننور قلوبنا مرة أخرى بالإستماع لمقطع من كلام الإمام (ع) الذي ورد في بداية البرنامج حيث قال: تعاهدوا أمر الصلاة وحافظوا عليها واستكثروا منها، وتقربوا بها فإنها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ألا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا (ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين) وإنها لتحت الذنوب حت الورق وتطلقها إطلاق الربق.
وفي الختام _ أيها الأحبة الكرام _ نشكركم على حسن المتابعة وحتى اللقاء القادم نستودعكم الباري تعالي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.