بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي محمد الأمين وآله الهداة الميامين، أهلا بكم - أيها الأعزاء – في برنامجكم هذا املين أن تقضوا معه وقتا طيبا ومفيدا.
قال أميرالمؤمنين علي (عليه السلام) قبل استشهاده على سبيل الوصية: "وصيتي لكم أن لاتشركوا بالله شيئا، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم فلا تضيعوا سنته، أقيموا هذين العمودين وأوقدوا هذين المصباحين وخلاكم ذم".
مستمعيا الأعزاء: في كلماته النورانية الرائعة هذه يوصينا الامام –عليه السلام- بأمور مهمة لو التزمنا وعملنا بها لحصلنا على خير الدنيا والآخرة ومنها عدم الشرك بالله تعالى والعمل بسنّة نبيه (ص)، والعمود في قوله (ع): أقيموا هذين العمودين – في اللغة، عمود البيت. والمراد: إنّ قوام الإسلام بالشهادة، والعمل بالسنة (وخلاكم ذم) أي: لايلحقكم بعد هذا ذم.
ويستمر الامام علي (عليه السلام) بالقول في وصيته قبل إستشهاده:
أنا بالأمس صاحبكم، واليوم عبرة لكم، وغدا مفارقكم إن أبق فأنا ولي دمي، وإن أفن فالفناء ميعادي، وأن أعف فالعفو لي قربة، وهو لكم حسنة، فاعفوا "أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ".
في كلماته الخالدة هذه يشير الامام (عليه السلام) إشارة بديعة إلى ان الذي يفارق هذه الدنيا يكون عبرة للأحياء الذين لم يأت أجلهم بعد، والعبرة العظة. و (أنا وليّ دمي) في العفو أو القصاص (وإن أفن فالفناء ميعادي): فنى الشيء فناء، باد وأنتهى وجوده، (وإن أعف) أي عن قاتلي.
(فالعفو لي قربة): أي أتقرب بالعفو عن المسيء طلبا لمرضاة الله تعالى.
(وهو لكم حسنة) تتقربون بها الى الله سبحانه.
مستمعينا الأكارم: وقبل الوداع ننور قلوبنا بالأستماع مرة أخرى الى المقطع الذي ورد في بداية البرنامج من وصية الامام علي – عليه السلام – حيث قال: "وصيتي لكم أن لا تشركوا بالله شيئا، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم فلا تضيعوا سنته، أقيموا هذين العمودين وأوقدوا هذين المصباحين وخلاكم ذم".
وفي الختام – نشكركم – أيها الاعزاء – علي حسن المتابعة وجميل الإصغاء وحتي اللقاء القادم نستودعكم الله والسلام عليكم.