بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد المصطفى واله الطيبين الطاهرين أهلاً بكم – أيها الاكارم – في برنامجكم هذا املين أن تقضوا معه وقتا طيباً ومفيداً.
قال أميرالمؤمنين علي عليه السلام: "البخل عار، والجبن منقصة، والفقر يخرس الفطن عن حجته، والمقل غريب في بلدته، والعجز آفة، والصبر شجاعة، والزهد ثروة، والورع جنة". مستمعينا الاكارم في كلمته البليغة النورانية هذه ينبهنا الامام عليه السلام الى بعض الصفات السلبية والايجابية التي توجد عند مختلف الافراد في المجتمع، فالبخل: خلاف الجود وهو ان يجعل الفرد يضن بما عنده، ويصفه الامام عليه السلام بالعار: وهو كل مايلزم منه سبة وعيب، وأما الجبن وهو تهيب الاقدام على مالاينبغي أن يخاف منه فهو منقصة: أي ضعف يقال: أصابه نقص في عقله أو دينه "والفقر يخرس الفطن عن حجته"، الفطنة: هي قوة استعداد الذهن لادراك مايرد عليه، والحجة: الدليل والبرهان والمراد: بيان مساؤئ الفقر حتى أنه يعجز الذكي المحق. والمقل: أي الفقير "غريب في بلدته"أي يكابد في وطنه مايكابده الغريب من الوحشة وقلة الناصر وغير ذلك. "والعجز افة" يقال عجز فلان عن الشئ: أي ضعف ولم يقدر عليه، والافة هي كل مايصيب شيئا فيفسده من عاهة أو مرض أو قحط، "والصبر شجاعة" حيث يستطيع العاقل أن ينتصر به على جميع المكاره، وهو مرقاة الى جميع المعالي و"الزهد ثروة" حيث ان الزاهد مستغن بزهده أكثر من صاحب المال بماله، بل ربما حمل بعض الاثرياء نفساً حقيرة قد أذلها الطمع، (والورع جنة" الورع، هو تجنب ماحرم الله تعالى، والجنة، هي الوقاية، والمراد من كلامه عليه السلام هنا: ان المسلم ينجو بالورع من مكاره الاخرة نسأله تعالى أن يجعلنا من عباده الورعين انه سميع مجيب.
وقال امام المتقين علي عليه السلام: "نعم القرين الرضا، والعلم وراثة كريمة، والاداب حلل مجددة، والفكر مرآة صافية". مستمعينا الافاضل: القرين، هو الصاحب، والرضا، القبول بما قدره الله تعالى وعدم السخط والمراد: به يصل العبد الى الدرجات الرفيعة والمقامات العالية، "والعلم وراثة كريمة" حيث يبقيه العلماء بعدهم ميراثاً ينتفع به الناس "والاداب حلل مجددة" الاداب، هي الاشتمال على محاسن الاخلاق، والحلل، الثياب الجيدة الجديدة، ومجددة، أي جديدة، والمراد: يتزين بها كما يتزين باللباس الجديد. "والفكر مرآة صافية" قالوا: فكر في الامر، أي أعمل العقل فيه، ورتب بعض مايعلم ليصل به الى مجهول ووصفه عليه السلام بالمرآة الصافية لما يستلهم به المفكر مايسعده وقد ورد في الحديث عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم: "فكرة ساعة خير من عبادة سنة".
أيها الأعزاء: وقبل الوداع ننور قلوبنا مرة اخرى بالاستماع لحديث أميرالمؤمنين عليه السلام الذي ورد في بداية البرنامج حيث قال عليه السلام: "البخل عار، والجبن منقصة، والفقر يخرس الفطن عن حجته، والمقل غريب في بلدته، والعجز آفة، والصبر شجاعة، والزهد ثروة، والورع جنة".
وختاماً – أيها الاحبة الكرام – نتقدم اليكم بالشكر الجزيل على حسن المتابعة وجميل الاصغاء وحتى اللقاء نستودعكم الله والسلام عليكم.