بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين، وأهلاً بكم - ايها الاعزاء- في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيدا.
قال أميرالمؤمنين عليٌّ (عليه السلام ): "أشرف الغنى ترك المنى".
مستمعينا الأعزاء: المنى، هو ما يتمناه الإنسان ويحب أن يصير إليه، وكما هو واضح فانّ أغلب الناس تمنيّاتهم في هذه الدنيا لا تعد ولا تحصى، والامام عليه السلام في كلمته البليغة هذه يدعونا إلى ترك المنى لما فيه من الإنشغال بما لا يجدي، وهو أيضاً واجهة من واجهات الدنيا، وعدم القناعة بالمقسوم. وقد ورد في هذا المعنى حديث لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال فيه: "إرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس".
مستمعينا الأكارم: وفي حكمة نورانية أخرى قال يعسوب الدين عليٌّ عليه السلام: "من أسرع إلى الناس بما يكرهون، قالوا فيه بما لا يعلمون". وهنا يحذرنا الامام عليه السلام من الإساءة للناس بالقول والفعل، وإذا أساء لهم فانهم سيقولون فيه بما لا يعلمون، أي اضطرهم إلى اتهامه بتهم باطلة كردّ فعل من جانبهم، والمراد: عدم الإساءة للآخرين حفاضاً على حسن السمعة.
قال سيد الوصيين عليٌ عليه السلام: "من أطال الأمل أساء العمل".
مستمعينا الأعزاء: وفي هذه الكلمة القصيرة البليغة ينبّهنا الامام عليه السلام إلى الضرر البالغ الذي يصيب الإنسان بسبب طول الأمل، فهو لطول أمله في الحياة، ومدافعته للموت يسوء تصرّفه، ويقبح عمله، بخلاف من قصّر أمله وجعل الموت بين عينيه، فهو في كل ساعة يزداد من العمل الصالح. وصدق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حيث قال: "وكفى بالموت واعضا"، وقال أيضاً:"أكثركم إيماناً أكثركم ذكراً للموت".
وقبل الوداع- أيها الأحبة الكرام- ننورقلوبنا بالاستماع مرة أخرى لحكم الامام عليٍّ (ع) التي وردت في البرنامج وهي:
أولاً: "أشرف الغنى ترك المنى".
ثانياً: "من أسرع الى الناس بما يكرهون قالوا فيه بما لا يعلمون".
وثالثاً وأخيراً: "من أطال الأمل أساء العمل".
نسأله تعالى أن يجعلنا من عباده الصالحين إنه سميع مجيب. ونشكركم – أيها الأعزاء- على حسن المتابعة والسلام عليكم.