بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد المختار واله الأبرار الأخيار أهلاً بكم – أيها الاعزاء – في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقتاً طيبا ومفيداً.
قال يعسوب الدين علي عليه السلام: من نصب نفسه للناس أماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالاجلال من معلم الناس ومؤدبهم.
مستمعينا الأعزاء: في كلامه النوراني هذا يشير أميرالمؤمنين عليه السلام بشكل واضح وصريح الى ان الذي يكون اماماً وقائداً للناس يجب عليه أن يبدأ بنفسه، ويستحيل عليه اصلاح غيره مع فساده لأن فاقد الشيء لايعطيه "وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه"لانه أبلغ في التاثير وأوقع في النفوس "ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالاجلال من معلم الناس ومؤدبهم" لانه مسؤول عنها قبل مسؤوليته عن غيره، وحقها عليه في التهذيب أعظم من حقوق الاخرين، ثم هو جدير بالاكبار لنجاحه في موقف قلّ فيه من نجح.
مستمعينا الأعزاء : مازلنا واياكم نتابع برنامج (استنارات من نهج البلاغة) من طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران ومن الحكم الرائعة لأميرالمؤمنين قوله عليه السلام: "كل معدود منقضٍ، وكل متوقع ٍ آتٍ".
وهذا الكلام المختصر البليغ لأميرالمؤمنين عليه السلام هو حقيقة علمية لايختلف فيها اثنان، والمراد بها هنا عمر الانسان فهو لو بلغ عمر نوح عليه السلام فلابد من انقضائه وتصرمه.
"وكل متوقع آت" قالوا، توقع الامر، أي ارتقب وقوعه والمراد بذلك الموت. قال الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم وكفى بالموت واعظاً نسأله تعالى أن يجعلنا من عباده المتعضين ويجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير والوفاة راحة لنا من كل شر انه سميع مجيب ونشكركم – أيها الأكارم – على حسن المتابعة وجميل الاصغاء أما مسك ختام هذا اللقاء فهو تذكير بكلام مولانا أميرالمؤمنين الذي تلوناه في بدايته وهو قوله صلوات الله عليه: "من نصب نفسه للناس أماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالاجلال من معلم الناس ومؤدبهم".