السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، طابت أوقاتكم بكل ما تحبون، معكم بتوفيق الله في وقفة قصيرة أخرى مع الأحاديث الشريفة التي تهدينا إلى أفضل الأعمال وأعظمها ثواباً وبركة، ومنها إدخال السرور على قلوب الخلق تقرباً بذلك إلى الله عزوجل.
وهذا العمل من أحب صالحات الأعمال إلى الله تبارك وتعالى، فقد روي في كتاب الكافي عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال:
"إن أحب الأعمال إلى الله تعالى إدخال السرور على المؤمنين".
ويبشرنا الإمام جعفر الصادق – عليه السلام – بعظمة ثواب هذا العمل، في الحديث المروي عنه في كتاب الكافي أيضاً أنه قال:
"أوحى الله تعالى إلى داوود عليه السلام (يقول): إن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي، قال داوود: يا رب وما تلك الحسنة؟ قال تبارك وتعالى: يدخل على عبدي المؤمن سروراً ولو بتمرة.. قال داوود: يا رب حق لمن عرفك أن لا يقطع رجاءه منك".
أيها الإخوة والأخوات، من منا لا يحب أن يسر الله ورسوله صلى الله عليه وآله؟ بلا شك الجميع يتمنون أن يفعلوا ذلك كل يوم، والسبيل إلى ذلك هو ما يهدينا إليه الإمام الصادق – عليه السلام – في المروي عنه في كتاب الكافي أنه قال: "لا يرى أحدكم إذا أدخل على مؤمن سروراً أنه أدخله عليه فقط، بل [أدخله] والله علينا، بل والله وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله".
كما أن من بركات إدخال السرور على الآخرين النجاة من أهوال يوم القيامة، قال الصادق عليه السلام: "إذا بعث الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه كلما رأى المؤمن هولاً من أهوال يوم القيامة قال له المثال: لا تفزع ولا تحزن وأبشر بالسرور والكرامة من الله تعالى.. حتى يقف بين يدي الله تعالى فيحاسبه حساباً يسيراً ويأمر به إلى الجنة والمثال أمامه، فيقول له المؤمن: يرحمك الله نعم الخارج خرجت معي من قبري ومازالت تبشرني بالسرور والكرامة من الله حتى رأيت ذلك، فمن أنت؟ فيقول [المثال]: أنا السرور الذي كنت أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا، خلقني الله تعالى منه لا بشرك".
"ملأ الله قلوبنا وقلوبكم بهجة وسروراً بعظيم رحمته عزوجل بعبادة، اللهم آمين"
نشكر لكم كرم المتابعة لحلقة اليوم من برنامج (أفضل الأعمال) وفي أمان الله.