السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته..
طابت أوقاتكم أيها الأخوات والإخوة بكل خير وبركة في ظل الإيمان والإسلام لله عزوجل، معكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج نعرض لكم فيها من قصص الذين هداهم الله إلى دينه الحق قصتين قصيرتين تحملان درسين بليغين؛ الأول في بيان عظيم أثر إشعار الآخرين برحمة الإسلام في إنجذابهم إليه واعتناقهم له، أما الدرس الثاني فهو يبين أصالة العدل والإحسان في الدين الإسلامي وآثار ذلك في تنمية المحبة الفطرية لهذه القيم السامية... تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأفاضل، لنا في هذا اللقاء وقفة عند قصة إسلام الممثلة البريطانية الشابة الأخت (إميلي فرانسوا) التي أصبح إسمها بعد الإسلام (مريم) وهي التي انجذبت إلى الإسلام ببركة إستشعارها لرقي القيم والتعاليم الإسلامية وتربيتها للإنسان على التزام عرى العدل والإحسان في التعامل الإجتماعي ولكننا نبدأ أولاً بقصة قصيرة عن إسلام رجل أميركي عندما استشعر رحمة الإسلام حتى بالسارق.
مستمعينا الأفاضل، نشرت عدة من المواقع الإسلامية في شبكة الإنترنت الحادثة الطريفة التالية التي وقعت في شهر أيلول سنة ۲۰۱۲ وقد سجلتها عدسات كاميرات المراقبة في متجر لرجل مسلم إسمه (محمد سهيل) في مدينة (نيويورك) الأميركية، وقد بثت قناة (فوكس نيوز) الخبرية الأميركية الفيلم التسجيلي لهذه الحادثة بعد أن سلمه لها صاحب المتجر الأخ محمد سهيل وأجرت مقابلة معه.
وملخص الحادثة التي صورتها الكاميرات، هو أن رجلاً ملثماً دخل بعد منتصف الليل إلى متجر الأخ محمد سهيل الواقع في حي شبيرلي في مدينة نيويورك؛ كان هذا الرجل الملثم يشهر مضرباً خشبياً وجهه إلى صاحب المتجر الأخ محمد سهيل وهدده بالضرب إن لم يعطه نقوداً من خزانة (الكاشبير) في المتجر، وهنا تظاهر الأخ محمد بالإنحناء للإستجابة لطلب اللص وتمويهاً عليه، وبصورة مباغتة سحب بندقية كان قد أخفاها أسفل خزانة النقود واستطاع أن يلتف على السارق ويسقطه أرضاً ويأسره بالتالي، فبادر اللص إلى مخاطبة صاحب المتجر بالقول: ليس لدي عمل ولا مال وأسرتي جائعة.
هذه الكلمات البسيطة أثرت بسرعة وبصورة غير عادية على الأخ محمد سهيل الذي قال في المقابلة واصفاً حالته في تلك الحالة:
(لقد شعرت بالأسى لحال هذا اللص، ووجدت نفسي أبادر دون اختيار إلى أخذ أربعين دولاراً من الخزانة وأعطيتها له مع مقدار من الخبز مما كان في متجري).
وحدث ما لم يكن يتوقعه الأخ محمد سهيل صاحب المتجر، فقد سأله اللص: ما هو دينك؟ أجاب: أنا مسلم.. فقال: حسن أنا أريد أن أصير مسلماً مثلك.. قال محمد وقد استولى عليه التعجب: هل أنت متأكد فعلاً؟ أجاب: نعم فكيف أصبح مسلماً، فعلمه الأخ محمد سهيل شهادة الإسلام وأعانه على النطق بها، فقالا معاً: "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله".
مستمعينا الأفاضل، وأجرت قناة (فوكس نيوز) الخبرية أيضاً وضمن برنامج وثائقي عن المرأة في الإسلام مقابلة مع إحدى المسلمات البريطانيات التي اعتنقت الإسلام سنة ألفين وثلاثة للميلاد.
هذه الأخت هي (مريم فرانسوا كراح) وهي من مواليد لندن سنة ۱۹۸۳ ميلادية، وقد دخلت عالم التمثيل السينمائي وهي لم تتجاوز السبعة أعوام من عمرها حيث أختيرت لدور في فيلم (الحدس والإحساس) المشهور والمنتج سنة ۱۹۹۰ للميلاد.
وقد اعتنقت هذه الأخت الإسلام سنة ۲۰۰۳ م وهي لم تتجاوز الإحدى والعشرين سنة من عمرها أي في عنفوان الشباب، فارتدت الحجاب الإسلامي وانتقلت للعمل في الوسط الجامعي، وهي تشارك في عدة من النشاطات التبليغية والثقافية.
تحدثت الأخت (مريم فرانسوا) لشبكة فوكس نيوز عن علة إنجذابها للإسلام، فقالت ما ترجمته: (لقد شدني للإسلام ما رأيته من حس العدالة الإجتماعية القوي فيه والذي ينعكس في سلوك أتباعه بصورة لا إرادية، لقد لاحظت ذلك في شخصيات المسلمين فعلمت أنه بتأسيس من الإسلام، لقد شعرت بعظمة قوة طلب العدالة في وجودي أنا أيضاً... لقد ساهمت عوامل عدة في حدوث هذا التغيير فيّ أي إحياء روح العدالة، منها إنجذابي القوي لدراسة حياة نبي الإسلام محمد – صلى الله عليه وآله – وكلما تمعنت في سيرته إزداد يقيني أن الفكر الإنساني لم يستطع أن يدرك أبعاد هذه الشخصية العظيمة).
وتتابع أختنا البريطانية (مريم فرانسوا) حديثها مشيرة إلى أنها وجدت في شخصية النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – جذور قيم العدالة الإجتماعية تقول حفظها الله ما ترجمته: (من خلال دراستي لأحاديث وأقوال نبي الله – صلى الله عليه وآله – أدركت أنه مظهر العدالة والعدل والمساواة، فعرفت أن الله يحب العدل، ويوصي المسلمين جميعاً بأن تكون أعمالهم جميعاً قائمة على أساس احترام العدل والقسط).
مستمعينا الأفاضل، ومع تعمق الأخت (مريم فرانسوا) في دراسة القيم الإسلامية إنجذبت إلى قيم أسمى وأعلى مرتبة من قيم العدل، ألا وهي قيم الإحسان؛ تقول المسلمة البريطانية (مريم فرانسوا) في هذه المقابلة مع قناة (فوكس نيوز) الخبرية: (إن من التعاليم الإسلامية الراقية الأمر بالعفو عمن ظلمك وصلة من قطعك والإحسان لمن أساء إليك وقول الحق ولو على نفسك وكان قوله في ضررك، وهذه من أرقى التعاليم الإنسانية).
وبهذه الكلمات المعبرة من قصة إسلام الممثلة البريطانية (مريم فرانسوا كراح) ننهي لقاء اليوم من برنامج (أسلمت لله) قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، نشكر لكم أيها الأطائب طيب المتابعة ودمتم في رعاية سالمين.