سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات، أطيب تحية مفعمة بالرحمة من الله والبركات نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم مع قصص الذين إنجذبوا إلى الدين الحق فأسلموا لله رب العالمين.
في هذا اللقاء إخترنا لكم قصتين فيهما درس محوري بليغ حول أهمية الإقامة السليمة للشعائر الإسلامية كالمجالس الدينية ورفع الأذان ومجالس تلاوة القرآن ونظائرها في هداية الخلق إلى أكمل الأديان والشرائع.
كونوا معنا وعرضاً موجزاً لقصتي اهتداء الأخت التايلندية (بيمباوي كمبينغ) والأخ الكينشازي (يوسف سيمبا).
أيها الإخوة والأخوات، تزامناً مع إقامة مراسم العزاء في الأيام الفاطمية من شهر جمادي الثاني سنة ۱٤۳٤ للهجرة ذكرى إستشهاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء – عليها السلام – زارت دائرة العلاقات الدولية وشؤون الزوار غير الإيرانيين في حرم الإمام علي الرضا – عليه السلام – سيدة من تايلند في الخمسين من عمرها، هذه السيدة أعلنت عن رغبتها في أن تعلن إعتناقها الإسلام في هذا المكان المقدس.
إسم هذه الأخت التايلندية هو (بيمباوي كمبينغ) ودينها السابق هو المسيحية وقد أجريت مراسم نطقها بالشهادتين وإعتناقها الإسلام في الحرم الرضوي المقدس وأهديت لها نسخة من القرآن الكريم مع الترجمة الإنجليزية إضافة إلى عدد من الكتب العقائدية والتربوية الأخرى.
وعندما سئلت هذه الأخت التايلندية عن سبب إعتناقها للإسلام وإختيارها الحرم الرضوي للإعلان، أجابت قائلة:
(خلال رحلاتي في السنوات السابقة إلى ايران كنت أشاهد صلاة المسلمين هنا ومجالس العزاء وغيرها من الشعائر الدينية، وكل ذلك جذبني وقربني لهذا الدين بسبب الروحانية التي وجدتها في هذه الشعائر، فبدأت رحلتي في القراءة والتحقيق والبحث حول الإسلام إستمرت سنة كاملة، وكانت النتيجة هي أني وصلت إلى يقين بأن الإسلام هو الدين الأكمل من بين الأديان السماوية وفيه كل القيم والمبادئ التي تحقق الفلاح والطمأنينة والسعادة الأبدية للإنسان كما عرفت مشتركات كثيرة بين المسيحية والإسلام.
وقد إخترت أن أعلن إسلامي هنا لأن الحرم الرضوي المطهر هو واحد من أكثر الأماكن قداسة في العالم، لذلك وجدت أن المكان الأنسب لإعلان إعتناقي الإسلام، فإن دخولي الإسلام في هذا المكان المقدس والملائكي أعطاني إحساساً عميقاً بالطمأنينة والسكينة).
مستمعينا الأطائب، ومن قصة إسلام الأخت التايلندية (بيمباوي كمبينغ) ننقلكم إلى قصة إهتداء الأخ (يوسف سيمبا) وهو من مواليد ۱۹۷٥ ميلادية في كينشازا الكونغو، وقد إعتنق الإسلام سنة ۱۹۹٥ وأصبح إمام جمعة في بلدته إضافة إلى كونه معلماً للقرآن الذي إنجذب إليه وإلى الأذان الإسلامي وهو يومها مسيحي، يقول الأخ يوسف في قصته المنشورة عن موقع مركز الأبحاث العقائدية:
(كنت في العشرين من عمري، عندما بدأت مع أحد أصدقائي بمتابعة برامج المسلمين في التلفاز، وقد تأثّرت شديداً بترتيل آيات القرآن الكريم، وكذلك بصوت الأذان وبطريقة أدائه وبمعاني كلماته.
وكنت قبل ذلك قد شكّكت بدين المسيحية الّذي ورثته عن آبائي، وكان عقلي وقلبي لا يقبلان بالآلهة الثلاثة، وعندما كان الخطيب في التلفاز يشرح التوحيد في دين الإسلام تأثّرت بذلك وقلت في نفسي:إنّ هذا هو الحقّ الذي لا غبار عليه.
فبدأت مع صديقي نبحث عن شخص من المسلمين يعرّفنا على الإسلام ويوضّح لنا معالمه، فوجدنا أحداً، فسألناه عن الإسلام، فوجّه إلينا السؤال التالي:
ما الّذي دعاكما إلى التوجّه صوب الإسلام، وترك دين المسيحية؟
فتأمّلت في نفسي قليلاً وقلت:تأثّرت بسماع ترتيل القرآن وبأذان المسلمين للصلاة الذي يختلف عمّا تعوّدناه من ناقوس الكنيسة، وكذلك بعقيدة التوحيد العظيمة التي أطاحت بكلّ أوهام التثليث في نفوسنا، وعندما تأكد هذا الشخص من صدق نيّتنا علّمنا الصلاة وبعض السور القرآنية القصيرة، وبدأنا نتعلّم ونبحث عن مفاهيم الدين عن طريق الحضور في المساجد وحضور المحاضرات وحلقات الدعاء).
أيها الإخوة والأخوات وشاءت الإرادة الإلهية إلى أن تتم النعمة بهداية هذا الشاب النقي إلى كمال الدين الحق الذي يقوم على ثقلي القرآن والعترة إذ وجه نفسه مدفوعاً بفطرته السليمة إليهما، يقول أخونا يوسف ما ترجمته:
(لم يمضِ أسبوع على إسلامي حتّى تعرّفت على مدرسة إسلامية يديرها الشيعة، فكان من حسن حظّي أنّي انتميت إليها، فتعرّفت على أهل البيت(عليهم السلام)، وسمعت بأسمائهم المقدّسة، وعرفت شيئاً من سيرتهم التي هي امتداد لسيرة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فشعرت أنّ ولاية أهل البيت(عليهم السلام) أو محبتهم تجري في عروق الإنسان المسلم عندما يسمع بمناقبهم وفضائلهم التي لا نظير لها عند أحد من الخلق، ويجد هذا الإنسان المسلم في نفسه عاطفة شديدة تجذبه إليهم حيث الشرف الباذخ، والكرامة العظيمة حيث جعلهم الرسول عدل القرآن والقرآن الناطق الذي يجسّم كلّ معاني الدين الشريف، ويظهر كلّ مفاخر الأخلاق الطاهرة التي تختص بالمعصومين دون غيرهم.
وبعد فترة وجدت أنّ هذه المدرسة صغيرة جدّاً بالنسبة إلى تلقي علوم أهل البيت(عليهم السلام) التي لا تقف عند حدّ، فهاجرت إلى الحوزة العلمية في مدينة قم المقدّسة لمواصلة طلب المزيد من العلم الذي لا يوجد في الشرق ولا في الغرب.
وبعد رجوعي إلى بلدي وفّقني الله للقيام بالعمل التبليغي لهداية الناس إلى المذهب الحقّ، فأسلم الكثير من أبناء بلدي على يديّ وصاروا من المسلمين المخلصين والحمدُ لله على نعمة الهداية، ورحمة الولاية التي حُرم منها الكثيرون وقد حُرموا في الواقع خيراً كثيراً يقود إلى الجنّة، وينجّي من النار، ويُسهّل الجواز على الصراط وعبور أهوال يوم القيامة).
كانت هذه خلاصة قصة إنتقال الأخ الكينشاسي يوسف سيمبا من المسيحية إلى أكمل الأديان الإلهية ومدرسة الثقلين القرآن الكريم والعترة – عليهم السلام – عرضناها لكم ضمن حلقة اليوم من برنامجكم (أسلمت لله) من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران لكم جزيل الشكر وخالص الدعوات...
في أمان الله.