عيد الغدير وقد أكبرت من عيدٍ
عيداً على كل عيد ٍفضله سبقاً
عيد به أنزل الباري بمحكمه
نوراً بفضل عليّ شعَّ منبثقاً
اليوم اكملت في نصب الوصي لكم
ديني وتمت عليكم نعمتي غدقاً
الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية امير المؤمنين علي والائمة من ولده (عليهم السلام)، والحمد لله الذي أكرمنا بهذا اليوم وجعلنا من الموفين بعهده الينا وميثاقه الذي واثقنا به من ولاية ولاة أمره والقوام بقسطه ولم يجعلنا من الجاحدين والمكذبين بيوم الدين.
والحمد لله الذي جعل كمال دينه وتمام نعمته بولاية أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) فله جل جلاله الحمد والشكر رب العالمين.
والصلاة والسلام على سيد الاولين والآخرين المصطفى الامين وآله الطاهرين.
السلام عليكم اعزاءنا ورحمة الله وبركاته، أسعد الله اوقاتكم وأثلج قلوبكم وصدوركم بهذااليوم الاغر من أيام الله الخالدة عيد أولياء الاكبر عيد الغدير السعيد.
يسرنا اعزاءنا ان نلتقيكم ضمن برنامج ايام خالدة في لقائه الخاص بعيد إكمال الدين وإتمام النعمة عيد الولاية المبارك.
أعددنا لكم أحباءنا في هذا اللقاء فقرات متعددة ومنوعة نأمل أن تقضوا معها وقتاً طيباً مباركاً نعرفكم اولاً بهذه الفقرات:
- فعنوان الاولى هو: الاحتفال بعيد الولاية سنة نبوية
- تليها فقرة اخرى عن اعمال عيد السرور والحمد لله والشكر
- وتتخلل ذلك اشعار بهذه المناسبة السعيدة
*******
شاركونا أحباءنا الاحتفاء بهذه المناسبة السعيدة بطيب الاستماع لاولى فقرات هذا البرنامج الخاص وعنوانها هو:
الاحتفال بعيد الولاية سنة نبوية
صرحت عدة من الاحاديث الشريفة المروية عن ائمة العترة المحمدية عليهم السلام أن عيد الغدير يعبر عن سنّة الهية ثابتة في تأريخ الانبياء (عليهم السلام).
فمثلاً نلاحظ في حديثين شريفين رواهما ثقة الاسلام الكليني في كتاب الكافي ان مولانا الامام الصادق (عليه السلام) يخبرنا ان كل نبي من انبياء الله (عليهم السلام) كان يأمر بأن يتخذوا اليوم الذي ينصب فيه الوصي من بعده عيداً ينبغي لإمته أن يعظموه شكراً لله على هذه النعمة الجليلة.
وقد عمل بهذه السنة النبوية المباركة خاتم الانبياء وسيد المرسلين حبيبنا المصطفى (صلى الله عليه وآله)، فور ابلاغه الامر الالهي بتنصيب مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) للولاية والوصاية في الامة المحمدية من بعده.
ولعل أوضح مظاهر عمله (صلى الله عليه وآله) بهذه السنة النبوية الثابتة أنه أمر اصحابه وسائر من حضر يوم غدير خم من النساء والرجال وامهات المؤمنين وغيرهم بتهنئة أمير المؤمنين (عليه السلام) على نزول الاعلان الالهي بأكمال الدين وإتمام النعمة بولايته (سلام الله عليه). وقد روي ذلك في كتب الحديث المعتبرة عند المسلمين بأسانيد كثيرة تفوق حدّ التواتر بكثير.
وقد سار على نهج النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) ائمة عترته الطاهرة (عليهم السلام)، فكانوا يعرفون المسلمين ببركة هذا العيد المقدس والآثار العظيمة للاحتفاء به.
فمثلاً خطب امير المؤمنين (عليه السلام) أيام خلافته في يوم جمعة صادف يوم عيد الغدير، فكان مما قاله في خطبته: "ان الله عزوجل جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين ولا يقوم أحدهما الا بصاحبه ليكمل عندكم جميل صنعكم ويقفكم على طريق رشده ويقفوه بكم آثار المستضيئين بنور هدايته".
وروي عن مار بن حريز في كتاب مصباح المتهجد أنه دخل على الامام الصادق يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة فوجده صائماً، فقال عليه السلام: هذا يوم عظيم عظم الله حرمته على المؤمنين وأكمل لهم فيه الدين وتمم عليهم النعمة وجدد لهم ما اخذ عليهم من العهد والميثاق.
وروي في كتاب قرب الاسناد عن مولانا الصادق (عليه السلام) أنه وصف في حديث مع أصحابه عيد الغدير بأنه اليوم الذي شيد الله به الاسلام وأظهر به منار الدين وجعله عيداً كان لذلك أشرف عند الله من عيدي الاضحى والفطر.
كما روي في عدة من المصادر المعتبرة عن الفياض بن محمد أنه شهد الامام الرضا (عليه السلام) وقد جمع أصحابه يوم عيد الغدير عنده وحدثهم عن فضيه وكانوا صائمين فابقاهم عنده للافطار حتى أفطر معهم بعد ان بعث الى عوائلهم بالطعام والهدايا.
ولنتدبر معاً هنا الاكارم بالحديث الشريف التالي الذي رواه الشيخ الجليل فرات بن ابراهيم الكوفي من القرن الهجري الثاني بسنده عن الامام الصادق عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يوم غدير خم أفضل أعياد امتي وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره بنصب أخي علي بن ابي طالب علماً لأمتي يهتدون به من بعدي وهو اليوم الذي أكل الله فيه الدين وأتم على أمتي فيه النعمة ورضي لهم الاسلام ديناً.
عيد الغدير تجدد في مغنينا
وأخلد كما خلدت فينا معالينا
وعطر الكون بالذكرى ولاعجب
فعطر ذكراك قد فاق الرياحينا
وندّ أرواحنا الظمأى فقد يبست
عروقها ورذاذ منك يكفينا
الق السعادة في أحضان حاضرنا
عيد الغدير كما اسعدت ماضينا
تاج الامامة حدثنا فأنت اذا
ثار الحجاج مع الاعداء قاضينا
أصدق التهاني والتبريكات نرفعها بمناسبة عيد اكمال الدين الالهي وإتمام النعمة الربانية لمولانا امام العصر المهدي أرواحنا فداه.
*******
وشكراً لكم احباءنا اذاعة صوت الجمهورية الاسلامية في ايران وانتم تشاركونا الاحتفال بهذه المناسبة السعيدة بالاستماع للفقرة التالية وعنوانها هو:
الغدير عيد اسلامي
لقد شاءت الارادة الالهية ان يبقى عيد الغدير عيداً اسلامياً خالداً على الرغم من جهود عباد السلطة لمحوه من الحياة الاسلامية، وها نحن ننقل لكم أحباءنا اذاعة طهران بعض من صرح بكون هذا العيد اسلامياً عاماً، من علماء أخواننا اهل السنة كنماذج وشواهد على الحقيقة المتقدمة.
فقد عده الحكيم الاسلامي من اعياد اهل الاسلام عامة وصرح بذلك في الصفحة 334، وقال بمثل ذلك الفقيه الشافعي ابن طلحة في كتابه مطالب السؤول، ووصف المؤخ المشهور ابن خلكان هذا اليوم وفي اكثر من مورد من كتابه وفيات الاعيان ـ وصفه بأنه يوم عيد الغدير فقال مثلاً في ترجمة الخليفة العباسي المستعلي بن المستنصر: فبويع في يوم عيد غدير خم وهو الثامن عشر من شهر ذي الحجة. ويلاحظ هنا اعزاءنا المستمعين أن الحكم العباسي حاول استغلال الايحاء الولائية ليوم عيد الغدير في وجدان المسلمين لإضفاء الشرعية على خلفائه فاختار هذا العيد يوماً لمبايعة بعض خلفائه كالخليفة المذكور.
ولعل اوضح ما يدل على اسلامية عيد الغدير كثرة ما الفه علماء اهل السنة في اثبات ذلك فضلاً عن علماء مدرسة الثقلين، وها نحن نشير هنا الى بعض من ألف كتباً خاصة في هذا المجال من مشاهير علماء الحديث عند جمهور المسلمين فمنهم: المحدث المؤرخ الشهير محمد بن جرير الطبري صاحب كتاب التأريخ المعروف المتوفى سنو 310 للهجرة، فقد صنف كتابا ً في طرق حديث الغدير رواه فيه بخمس وسبعين سندا ً
ومنهم الحافظ ابو العباس أحمد بن عقدة المتوفى سنة 333 للهجرة فقد صنف كتابا ً مستقلاً روى فيه حديث الغدير عن مائة وخمسة من الصحابة.
ومنهم الحافظ الدارقطني سنة 385 للهجرة له جزء مستقل من مجموعته الحديثية ذكر فيه طرق حديث الغدير، كما صنف الحافظ ابو سعيد السجستاني المتوفى سنة 447 للهجرة كتاباً سماه (الدراية في حديث الولاية) روى الحديث عن مائة وعشرين صحابياً وكذلك فعل الحافظ المعروف ابو القاسم الحسكاني الحنفيّ وسما كتابه (دعاة الهداة)، كما الف الحافظ شمس الدين الذهبي كتاب (طرق حديث الولاية) وألف آخرون نظائر ذلك طوال قرون التأريخ الاسلامي.
ونظمت قلبيّ في باقةٍ
من الحب تهتز أغصانها
وقلت هو العيد عيد الغدير
تجليت فازدان كيوانها
على قدس مجدك تهفو السنين
وتعشق ذكرك أزمانها
وطفت على الروح فأستنشقت
ولاك وإنك سلطانها
ومذ لحت في الكون فاستبشرت
سهول البطاح وكثبانها
*******
من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران نواصل الاكارم تقديم برنامج أيام خالدة في هذه الحلقة الخاصة بعيد الولاية، وندعوكم للحديث التالي عن اعمال هذا العيد المبارك ضمن فقرة عنوانها:
عيد السرور والحمد والشكر
وعيد الغدير هو عيد الشكر لله عزوجل على اكمال دينه بالولاية، ولذلك اختص من بين الاعياد بأستحباب صوماً لله شكراً لله على اتمام نعمته.
وقد ورد استحباب صوم عيد الغدير من طرق الفريقين وإن كانت الاهواء السياسية قد عتمت على ما روي من طرق اخواننا اهل السنة، ولكن رغم ذلك لا زالت الكتب المعتبرة عندهم تذكر هذا الاستحباب فمثلاً روى الحافظ ابن عساكر في ترجمته للامام علي (عليه السلام) من كتاب تاريخ دمشق وبسنده عن ابي هريرة أنه روى الحديث التالي وهو: "من صام يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهراً" وفي رواية أخرى ستين سنة، ثم قال ابو هريرة بعد نقل الحديث معرفاً هذا اليوم: وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بيد علي فقال: من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عداه وأنصر من نصره.
فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن ابي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم.
انتهى ما نقله ابن عساكر من رواية ابي هريرة وقد نقلها من حفاظ اهل السنة آخرون منهم الحاكم الحسكاني الحنفي في كتاب شواهد التنزيل.
أما طرق أئمة العترة المحمدية (عليهم السلام) فالاحاديث في استحباب صوم يوم الغدير وأداء صلاة الشكر لله عزوجل فيه كثيرة نكتفي بالتبرك بذكر بعضها.
منها ما روي في تفسير فرات الكوفي عند تفسير آية سورة المائدة في اكمال الدين ضمن طويل سُئل فيه الامام الصادق عما ينبغي للمؤمن أن يقوم به في عيد الغدير فقال (عليه السلام): هو يوم عبادة وصلاة وشكر لله وحمد له وسرور لما منّ الله به عليكم من ولايتنا، فإني أحب لكم أن تصوموه.
وفي رواية اخرى للكليني في الكافي عن الحسن بن راشد أنه سئل الصادق عن عمل يوم الغدير فقال (عليه السلام): تصوم يا حسن وتكثر الصلاة على محمد وآله وتبرأ الى الله ممن ظلمهم.
وفي رواية ثالثة في الاجابة عن سؤال مماثل عن عمل عيد الغدير، قال (عليه السلام): تذكرون الله عزّ ذكره فيه بالصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يتخذوا ذلك اليوم عيداً، وكذلك كانت الانبياء تفعل كانوا يوصون أوصيائهم بذلك فيتخذونه عيداً، يعني يوم نصب كل نبي للوصي من بعده كما فسرت ذلك احاديث أخرى.
وها نحن نواصل تعظيم شعائر الله بالاحتفاء بهذه الشعيرة الالهية وبلغة شعر الولاء الصادق وأبيات مختارة من غديرية رقيقة للاديب احمد الجزائري.
عيد الغدير تخطّ الدهر مزدانا
وأسحب على هامة الجوزاء اردانا
تفنى العصور ولازالت مخلدة
ذكراك توحي لقلب الحر إيمانا
جاء الحجيج وقد أنهى مناسكة
وودع البيت أشياخاً وشبانا
داعي العقيدة يحدو في ركائبهم
نحو الغدير زرافات ووحدانا
ليشهدوا موقفاً ما كان أعظمه
به أتم رسول الله نعمانا
ويا له موقفاً قام النبي به
على الحدوج خطيباً حيث أوصانا
هذا وزيري من بعدي فلا تهنوا
عن نصره، إن من والاه والانا
هذا الذي شيد الاسلام صارمه
وهدّ للكفر أركاناً فأركاناً
هذا علي ولي الله بينكم
عانى لاعلاء صرح الدين ما عانى
هذا هو الفارس الكرار حيدرة
وأول القوم اسلاماً وإيماناً
وكم جلا الكرب عن وجهي بمعتركٍ
لله من كاشف للكرب إن رانا
هذا العلي وأنعم في ولايته
منجاة من لم يجد للذنب غفرانا
فحبه جنة لا در دركم
إن لم تدينوا به سراً وإعلانا
*******