وقال دافي في تصريحاته: "إذا استمر الإغلاق حتى الأسبوع المقبل، أيها الديمقراطيون، فستشهدون فوضى عارمة، وتأخيرات هائلة في الرحلات الجوية، وإلغاءات واسعة النطاق، وقد نضطر لإغلاق أجزاء معينة من المجال الجوي لأننا ببساطة لن نتمكن من إدارته".
وكان الوزير قد صرح في وقت سابق، بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تضطر إلى إغلاق المجال الجوي الأمريكي بالكامل إذا رأت أن استمرار الإغلاق الحكومي يجعل السفر الجوي محفوفًا بالمخاطر.
وتدخل الولايات المتحدة شهرها الثاني من الإغلاق الفيدرالي في ظل أزمة خانقة تهدد قطاع الطيران الأمريكي وتعطل مصالح ملايين المسافرين. ويأتي ذلك وسط تصاعد الخلافات السياسية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ما يزيد من تعقيد الأزمة ويفاقم آثارها الاقتصادية والاجتماعية.
وبحسب المتابعين، يتجه الإغلاق الحالي لتسجيل ثاني أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، وأول إغلاق كبير بدفع من الديمقراطيين، فيما تتفاقم تداعياته على منظومة النقل الجوي التي تحولت إلى كابوس للمسافرين وشركات الطيران.
وأدى النقص الحاد في مراقبي الحركة الجوية، الناتج عن توقف التمويل منذ الأول من أكتوبر، إلى إلغاء وتأخير آلاف الرحلات الجوية، ما أثّر على أكثر من 3.2 ملايين راكب في المطارات الأمريكية.
وأشارت تقارير إدارة الطيران الفيدرالية إلى حالة فوضى واسعة في جداول السفر، وارتفاع كبير في شكاوى المسافرين، مع تأخيرات وصلت إلى عدة أيام، في أسوأ أزمة تشهدها البلاد منذ إغلاق عام 2019.
كما تضرر نحو 800 ألف موظف حكومي جراء الإغلاق، بينهم 13 ألف مراقب جوي يعملون دون رواتب، ما أدى إلى زيادة حالات الغياب واضطرار العديد منهم إلى البحث عن أعمال مؤقتة لتأمين احتياجاتهم المعيشية.
ويحذر خبراء الطيران من أن استمرار الإغلاق قد يؤدي إلى انهيار جزئي في منظومة الملاحة الجوية الأمريكية، ما لم يتم التوصل سريعًا إلى تسوية سياسية تعيد تمويل المؤسسات الحيوية وتضمن استقرار القطاع.